Friday, November 27, 2015

الإسلام بدون المتطرفين

8/28/2014

في إحدى الأوقات أكتظت الأخبار بمجموعة متطرفة من الإسلاميين، تجز أعناق الناس وتقترف أبشع الجرائم تحت مسمى الله. داعش هي المثال على ذلك.
وعند سؤالك لهؤلاء لماذا التصميم على هذه الأخطاء الواضحة والإصرار على أنها أوامر من الله، يكون الجواب أنهم يثقون بعالم إسلامي ما أو فَقِيه ما وعن طريقه يؤتمرون من الله.
بناءاَ على هذه الثقة هم يعتبرون أوامر الدعاة والعلماء مساوية لأوامر الله فيركضون عميان وراء الدعاة ظَنّا بفعلهم هذا مرضاة الله. وهنا نقع في سؤال، أليس هذا إختصار لما هو تماما منافي لرسالة الإسلام ألا وهي وحدانية الله وعدم العبادة إلا هو؟! كيف حصل هذا؟! كيف تحول هذا المنطق الواضح بخصوصية الله تعالى إلى ماهو عكسه تماما فعلا وقولا؟!

في مقالة الإيمان أو الثقة كنّا قد إظهرنا تشابهات في مختلف الأديان الحديثة، في المفهوم الحالي للإسلام وبجانب عبادة الله هنالك تداخل مع مفاهيم دينية من العلماء المحليين، وبعد تحليل جذور كل التداخلات في مختلف الأديان، توصلنا لما يلي؛
المفتاح في شرعنة تدخل العلماء هو مجموع الأحاديث النبوية التي تُعتبر سند للدين الإسلامي.  الإسلام اليوم والذي أختلط كثيرا مع الأحاديث أضحى معقدا جدا حتى لم يترك خيار للمسلم العادي إلى ليسأل اصحاب الأختصاص أو "العلماء" عن ماذا ينصح الإسلام أو ماذا يقول؟!
هذه الطاعة العمياء تهيئ لصنع المتطرفين؛ حيث تطرف العلماء سيجعل المؤمنون المنفذون لأوامرهم متطرفين باسم الدين والإسلام.

وبعد، وفي مقالة الإسلام بدون الحديث كنّا قد ذكرنا العواقب والنتائج لوجود الأحاديث في الممارسة الإسلامية الحالية. وأوضحنا أيضا أنه باستبعاد الأحاديث لانكون فقط نحافظ على لبّ مبادئ الدين الإسلامي لا بل نكون قد أعطينا الفرصة لإعادة إكتشاف الإسلام البسيط، الدين الذي يقودنا إلى المسؤولية، والأعمال الصالحة.
في الإسلام البسيط والمتحرر من معقدات الحديث، لايوجد هناك إي مساحة لحركة أيٍ من العلماء لقيادة المسلمون المغيّب على تفكيرهم لإقتراف تلك الجرائم الدموية.
في مقالة المجال كنّا أيضا قد تناولنا السياق عن بعض نقاط الجدل في القرأن، كالعبودية وحقوق المرأة، وناقشنا القرأن تماما بطريقة مختلفة عمّا ناقشها الفقهاء لسنوات.


أسئلة مكررة (FAQ):

سـ١ـ؛ هؤلاء هم علماءسيئين، لكن أنا أطيع العلماء الجيدين؟
جـ١ـ؛ القرآن حذّر من الطاعة العمياء، راجع الفقرة د من مقالة "الثقة".ا

سـ٢ـ؛ بعض المتطرفين يدّعون عدم طاعة أي عالم فقط القرآن الكريم؟
جـ٢ـ؛ هم تَبنّوا تفاسير قرآنية شاذة مستنبطة من الأحاديث ومخبوزة من علماء سابقين. عملياً هم يعملون بوجهة نظر أولائك العلماء

سـ٣ـ؛ أنا قد قرأت القرآن سابقاً، الكتاب يقول "أقتل الكفار"؟
جـ٣ـ؛ جملة خارجة عن سياق المعنى في النص كاملاً!. هذه الجملة وهي توضح وبشكل محدد الحرب مع مجرمي مكّة. لقد وصفو كـ "كافر" والتي تعني جاحد لجحودهم وعدم امتنانهم لهدية الرسول محمد.بالإضافة أنّ القرآن يستخدم كلمة "كافر" لوصف المسلمين في بعض المواقف. إجمالاً الترجمة الحرفية من العلماء لكلمة كافر لمعنى الملحد أو المرتد أو أهل الذمة هو مسبب هذا الارتباك

سـ٤ـ؛ الكفار يعتمدون على أحاديث غير صحيحة، لكن هنالك علم ضخم يتناول هذه الأحاديث ويصنفها بما هي صحيحة أو غير صحيحة. أنا شخصياً أعتمد على العلماء المتمكنين من هذا العلم جيدا؟
 
جـ٤ـ؛ المتطرفين يدعون نفس ماتقول، النقطة المشتركة بينك وبين هؤلاءك المتطرفين هو أن كلاكما تطيعون وبشكل أعمى هؤلاء العلماء وكلاكما يدعي بأن من تطيعون هو الصحيح. أدعوك لقراءة مقالة "الثقة" التي تتناول هذا الجانب

سـ٥ـ؛ لماذا عليّ أن أثق بمقالتك، هل أنت عالم؟
جـ٥ـ؛ لاتثقي بأحد، لكن أقرأ حججهم وقرر بنفسك

سـ٦ـ؛ بدون الحديث كيف لنا أن نعلم طقوس وممارسات الدين؟
جـ٦ـ؛ أقرأ القسم الرابع من مقالة "إسلام بدون الحديث

سـ٧ـ؛ أليس القرآن بذاته يدعونا لقراءة الحديث؟
جـ٧ـ؛لا، اقرأ هنا

سـ٨ـ؛ تجاهل الحديث هو تجاهل النبي محمد؟
جـ٨ـ؛ لا، أقرا بدون حديث-محمد

الترجمة من قبل: فارس جمال الدین
 @fares_jd Fares JamalEddin
 

الإيمان مقابل الثقة


1/17/2014
يقول بيتر بان ، الشخصية الكوميدية  " كل ما تحتاجه هو الإيمان والثقة"

أيهما أساس الدين: الإيمان أم الثقة؟

يعتبر الإيمان والثقة في الفهم الحالي للدين مصطلحات مترادفة ينبني عليها الرأي الديني بأكمله. ففي الفهم الحالي للدين، هناك دائماً بعض المفاهيم والقواعد والشعائر التي لا يمكن تفسيرها منطقياً، ومن المتوقع أن يتجرعها الشخص المتدين بشكل أعمى مع النكهة الإضافية من الايمان والثقة. ويتم تسليط الضوء على هذه الخاصية كثيراً جداً في التفاهمات الحالية للدين لدرجة أن نقاد الدين يرون أن الناس المتدينين كأناس غير عقلانيين لأنهم يتخلون تماماً عن التفكير العقلاني ويتبعون بشكل أعمى حزمة دينية مكونة من مفاهيم وقواعد وطقوس.

وفي هذا المقال، لا نريد أن ننكر وجود عنصر "القبول بلا دليل" من وجهة النظر الدينية المنطقية. ومع ذلك، فإننا نعتقد أن هذا القبول -- الذي نعرفه كاعتقاد أو إيمان -- في الدين يجب أن يقتصر على عدد قليل من البنود وتوسيع نطاقه لمجموعة كبيرة من الأحكام والطقوس (أي حزمة دينية)، تنشأ من عنصر آخر يسمى الثقة. وفي هذا المقال، فإننا نوضح أن هذه الثقة ليست فقط لا شيء يقوم عليه الدين، ولكنها في بعض الحالات أيضًا وبالفعل نفس العنصر الفاسد الذي ظهر الدين ليواجهه.
أما في البقية ، فإننا نحدد كل من مصطلحي "الإيمان" و "الثقة" في سياق الدين ونستعرض آثارهم في الإسلام، باعتباره واحداً من الديانات الرئيسية في عصرنا.

الإيمان

تعتبر القابلية لتبادل مفاهيم الايمان والثقة في الثقافة الحالية عميقة لدرجة أنها أثرت حتى على طريقة وصف القواميس لهذه المصطلحات:

الايمان: الشعور بأن شيئا ما يعتبر جيداً ويمكن الوثوق به.
الثقة: إيمان قوي بالأمانة والخير وما إلى ذلك من شخص أو شيء ما:
 في جوهر كل طريقة دينية، يوجد عنصر غير قابل للإثبات ومن المتوقع للشخص المتدين أن "يعتقد" فيه [۷:۷۵] [۷:۷۶]. وليس هذا العنصر الغير قابل للإثبات فقط نقطة الضعف للدين ولكنه أيضاً يمثل الروح الحية للدين ولكونه ديناً ينحط من حالته السماوية التي تتمحور حول إرادة الإنسان الحرة إلى جسد دنيوي، ميت ذي ردود أفعال محددة سلفاً. فإذا كانت المبادئ الدينية يمكن اثباتها جميعاً، حيث الانفعال الديني الحيوي للغاية الذي يحركه حب الله [۳:۳۱]، فإنه يمكن استبداله بمجموعة من القوانين العقلانية الفاترة التي لا تدع للبشر أي خيار سوى اتباعها [۳۶:۱۱]. ومع ذلك، فإن رجال الدين على مر التاريخ عادة يعتبرون "العقيدة" أو "الإيمان"، وكأنهما الجانب السلبي من نمط حياتهم وأنهم يفوضون جيشاً من الفلاسفة والعلماء لابتكار "الحجج" لتبرير أسس وجهة نظرهم الدينية. ولا يزال بإمكاننا العثور على آثار لهذه الجهود المستمرة في العديد من الحجج الموجودة عن وجود الله مثل حجة اللاهوتية. وما يثير الاهتمام هو أنه لا يوجد الكثير من الأدلة وما يسمى بالحجج قد "أقنعت" الناس خارج الدائرة الدينية عن مدى صحة وجهة النظر الدينية. وبالأحرى يبدو أن الجمهور المستهدف الفعلي لهذه الحجج هم الناس داخل الدائرة الدينية ليكون لديهم الجيل القادم الذي يتقبل الثقافة الدينية بنفس الطريقة التي عرضت عليهم.
هذا الخوف من عدم إمكانية البرهنة ينمو إلى حد أن المتدينين لن يجرؤوا على حتى التساؤل عن صحة ما يسمى
بالحجج. فعلى سبيل المثال، عندما يعلن العالم الكبير والفيلسوف ابن سينا أنه على الرغم من أنه يعتقد في يوم القيامة، فإنه لا يمكنه إثبات وجودها، وتم تهديده بالردة، وبالتالي الموت.

ففي تأسيس كل مدرسة فكرية دينية، يوجد نوعان من المبادئ الغير قابلة للبرهنة: وجود الله ويوم القيامة؛ وأنه يوجد خالق ذكي وراء هذا العالم والذي سيكافئ / ويعاقب بناءً على أفعالنا.
ولا يوجد أي دليل منطقي لأي من هذين المبدأين ومن المتوقع للشخص المتدين أن "يعتقد" فيهما و-- تحت تأثير هذا الاعتقاد -- سيبتعد عن الخطايا [۱۰:۶۳] [۱۲:۵۷] ويحرص على الأعمال الصالحة [۲:۸۲]. ومع ذلك فإن الاعتقاد في هذين المبدأين لا يتطلب منه / منها اتباع أي شعائر أو أشخاص.
وعلى الرغم من أن المبدأين الله (الخالق) ويوم القيامة هما أسس ضرورية لأي مدرسة فكرية دينية فإن هناك فروع مختلفة للدين بها مبادئ أخرى أيضاً للإجابة عن الأسئلة التالية:

كيف يتواصل الخالق بالمخلوق؟ وهل هذه التواصلات أيضاً على شكل محادثة؟
كيف نميز الأفعال المثالية؟ وهل لدى الخالق بعض الطرق لتوجيه المخلوق إلى الطريق الصحيح؟

إن الأجوبة التي يتم تقديمها من فروع الدين المختلفة على هذه الأسئلة تعتبر متفاوتة، ولكنها يمكن أن تستخلص من بداية "الرسالة". فبداية الرسالة هي أن نؤمن أن هناك محادثة بين الخالق وعدد قليل من البشر المختارين في مرحلة ما في الماضي. فالرسالة بشكل عام تشمل: (أ) نموذج للعلاقة بين الخالق والمخلوق، (ب) تذكير المخلوق بالغرض الرئيسي من الخلق، (ج) وصف لنموذج المخلوق المثالي، و (د) نماذج من الأفعال الصحيحة والغير صحيحة لهذا النموذج في بعض الفترات المعينة من الزمن.

وسواء  قد أرسل الخالق هذه الرسالة إلى ذلك المخلوق المعين أم لا، وكذلك مدى قرب هذا النص الذي نقرأه من تلك الرسالة المرسلة فهي ليست قابلة للإثبات والشخص المتدين يؤسس معتقداته أو معتقداتها الدينية الخاصة على العلاقة بين النص الحالي والرسالة الأصلية. فعلى سبيل المثال، في النهج الديني للإسلام، يعتقد الشخص المتدين أن واحداً من بين ۱۰ قراءات للقرآن هي نفس الرسالة التي نزلت على شخص يدعى محمد. وعلى الرغم من أن هذا الاعتقاد تم تعزيزه بعد دراسة القرآن وايجاد أنه غير متشابه لأي نصوص أخرى على الأرض، وبالمثل بالنسبة للمبدأين الآخرين عن الله ويوم القيامة، فلا يمكن اثباتهما [۳:۷۵

الثقة

كما أوضحنا في الجزء السابق، "الإيمان" يعني قبول وجود الخالق ويوم القيامة دون أي دليل. فالايمان يدعو الشخص المتدين إلى الابتعاد عن الشر [۱۰:۶۳] [۱۲:۵۷] والسعى إلى الأعمال الصالحة [۲:۸۲]. ومع ذلك فإنه لم يحدد أي الأعمال تعتبر صالحة وأيهما شريرة بدقة. والسؤال العملي في الحياة اليومية هو ما هي الأفعال "الملموسة" التي تعتبر تنفيذاً للمفاهيم "المجردة" عن الخير والشر في كل موقف منفصل. وفي هذا المقال، فإننا لن نعطي جواباً لهذا السؤال الصعب. وموقف المؤلف هو أنه ليس هناك إجابة فريدة من نوعها لهذا السؤال. فأحياناً التناغم مع سيمفونية الخلق تقود الإنسان إلى أن يهتدي إلى الطريق الصحيح، كما قد يؤدى نفس النهج تماماً بالعديد من الأنبياء لفصل طريقهم عن الانخراط بالذهاب الخاطئ مع شعوبهم. وفي بعض الأحيان تساعد الإرشادات الموجودة بالفعل على فهم الطريق الصحيح، كما كان يستفيد الكثير من الناس الذين عاشوا في عهد النبي من رفقة النبي [۳:۳۱] [۲۰:۹۰]. وأحياناً يمكن لقراءة الرسالات الإلهية السابقة ومحاولة فهم النموذج المثالي الموضح فيها أن تكون مفيدة [۲:۲، ۳۹:۱۷، ۳۹:۱۸]. وبدلاً من إعطاء إجابة غامضة وربما غير مكتملة لهذا السؤال الصعب، فإننا في هذا القسم نقوم بتحليل الإجابات التي تبناها المتدينون ونبين كيف أدت هذه الإجابات إلى بداية مفهوم الثقة في المدارس الفكرية الدينية.

أ) الاتصال السماوي

لقد تبنت العديد من الفروع الدينية جواباً واحداً محتملاً وهو أن تميز الحق من الباطل ويمكن أن يتحقق من خلال الاتصال السماوي، والاتصال غير اللفظي مع الخالق. ففي وجهة النظر هذه، يمكن للشخص الرباني بسبب نقاء قلبه / قلبها وقربه من مصدر الحقيقة أن يشعر بالطبيعة الشريرة للأفعال الخاطئة ويتجنبها. والمشكلة الرئيسية هي أنه على الرغم من أن الشخص المتدين العادي لا يمكنه أن يرفض إمكانية مثل هذا الاتصال، إلا أنه / أنها يعرف جيداً أنه في الممارسة العملية هو / هي بعيداً كل البعد عن مثل هذا المستوى من الاتصال الإلهي وأن يتظاهر بأن لا شيء أكثر من أنها مجرد خدعة . وما سيظهر في نهاية المطاف في مثل هذا المجتمع الديني هو أغلبية غير إلهية من الناس العاديين الذين يبحثون عن الطريق الصحيح وأقلية من الناس الإلهيين الذين "يدعون" بأنهم قد وصلوا إلى مثل هذا المستوى من الألوهية لدرجة أنه  يمكنهم أن يتلمسوا الطريق الصحيح.

وما يسهل التعامل بين هاتين المجموعتين هو عنصر يسمى "الثقة": فيمكن لغالبية المتدينين العاديين أن يثقوا في الألوهية، وكذلك صدق مجموعة الأقلية في الناس الربانيين -- والذين نشير إليهم بالشيوخ -- ويسألونهم عن صحة أعمالهم. ومن بين المجموعات التي قد نفذت بعض نصوص هذا المنهج، يمكننا أن نسميها الكاثوليكية، والتي بنيت على الثقة بصدق وألوهية الكنيسة.

ب) البحث عن النماذج

نتذكر أنه في مبدأ الرسالة يؤمن الشخص المتدين بنماذج من التجسيد للأعمال الصالحة والسيئة في الكرز الماضي الذي التقطها الخالق وتضمنها في الرسالة الموحاة. ويمكن الاعتقاد في صحة هذه النماذج أن يوجه الشخص المتدين إلى فهم الفروق بين الخير والشر في ظروف حياته الخاصة والعامة. ولكن هذا التوجيه نظراً لقلة النماذج يقتصر على بعض التلميحات العامة، وبالتالي لا يشبع رغبة الشخص المتدين العادي بأن يمتلك الممارسة المريحة للشعائر التي تخبرنا بالأوامر الدقيقة بما يجب القيام به وما لا يجب القيام به [۳۸:۶]. الخطوة الأولى في وجهة النظر الدينية المبنية على البحث عن النموذج هي زيادة عدد النماذج. فعلى سبيل المثال، تجمع اليهودية نماذج من تاريخ الأمة في بعض الكتب الضخمة والاحتفاظ بها بجانب الرسالة الأصلية وهي التلمود. وفي الإسلام أيضاً يوجد مجلد كبير من الروايات التاريخية للمحادثات بين النبي والمؤمنين من حوله تم تجميعها والمحافظة عليها تحت مسمى الحديث. واعتماداً على الفرع، يمتد البعض أيضاً في جمع الحديث إلى نماذج من قصص صحابة النبي أو أسرته.

ويمكن بعد ذلك أن تتحول النماذج التي تم جمعها إلى أحكام دينية. فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك نموذج بما يعني أنه قبل أكثر من ألف سنة من الصحابة وتجنب نوع معين من الطعام، يمكن لهذا النموذج أن يتحول إلى حكم ديني عام والذي يعتبر هذا النوع من الطعام شر. والمشكلة الواضحة في هذا المنهج هو أن عملية وضع الأحكام العامة من النماذج ليس على اسس سليمة. وإلى جانب ذلك، فإن المشكلة الثانية، والتي هي موضوع هذا المقال، هي أنه لا يهم كم عدد مثل هذه النماذج التي نجمعها، فإنها لا يمكن أن تغطي العدد ألانهائي من المواقف التي يواجهها المتدينون في أزمنة وأماكن مختلفة. وكمثال أخير، على الرغم من الشر في عمل لا يغتفر بقتل طفل يعتبر واضحاً للجميع، فإنه يعتبر في بعض الحالات الخاصة هذا العمل من مشيئة الله [۱۸:۸۰]. بتعيين واحد الى واحد من الحالات التي لا حصر لها فإن الشخص المتدين الذي قد يكون موجوداً في مجموعة محدودة من الأحكام الدينية يعتبر حلم غير قابل للتحقيق.
ويخلق الحل المستخدم أطروحات جديدة من خلال الجمع بين اثنين أو أكثر من القواعد الأصلية، مما يضاعف من تعقيد

ممارسة الشعائر الدينية لدرجة أن تطبيق مثل هذه الممارسة المعقدة يصبح مستحيلاً بالنسبة للمتدينين العاديين. وعند هذه النقطة، تدخل "الثقة" ثقافة هذه المدرسة الدينية الفكرية: وهنا تعني الثقة قبول الصدق والخبرة من مجموعة صغيرة من المجتمع الديني لمعرفة طرق تنفيذ الخير والشر في الحياة اليومية. وفي هذا المنهج، فإن هذه المجموعة الصغيرة -- والذين نشير إليهم بالشيوخ -- يكرسوا حياتهم لاستخراج البيانات في الأحكام والنماذج السابقة، بمعنى البحث عن النموذج؛ ويحاول المتدينون العاديون دمج أوضاعهم الخاصة على شكل أسئلة ويسألونها للشيوخ الدينين؛ إن نظرة الشيخ في مخزن النماذج وكذلك القواعد المحدثة سابقاً واستحداث قواعد جديدة هي: إفعل هذا أو لا تفعل ذلك. فالشخص المتدين العادي يحتاج إلى ثقة وخبرة وأمانة الشيخ ليكون قادراً على تنفيذ الأمر الصادر باسم الله.

ج) الإيمان + الثقة

 المشكلة الأساسية لإضافة عنصر الثقة إلى الثقافة الدينية هي أن التابع ليس مجهزاً بأي أداة تمكنه من التحقق من صحة الأحكام التي يصدرها الشيوخ. فإذا لم تتوافق مع الأسباب المنطقية فلا يمكن ببساطة للشخص المتدين أن يرفضها لأنه / لأنها يقال له أن أوامر الله ليس من المفترض أن يكون لها ما يبررها. وهذه هي صورة الشخص المتدين المثالي الذي ينفذ أوامر الله دون أن يسأل أي أسئلة.

وهكذا، إذا كان الحكم الصادر من الشيخ لا يتوافق مع ما يحاك في صدره / صدرها، أو مع المنطق، أو الرسالة، أو روح الدين، فلا يمكن للشخص المتدين أن يقول ما إذا كان الحكم غير طبيعي ويأتي من خطأ للشيخ في إصداره أو من فهم خاطئ للشخص المتدين بطبيعته / بطبيعتها الخاصة. ويكون الخيار الوحيد للشخص المتدين هو الثقة، إما خبرة وأمانة الشيخ أو لاهوتيته / لاهوتيتها.

بالنسبة للشخص المتدين المولود داخل الثقافة الدينية التي تختلط بالثقة، يكون من الصعب عليه الاعتراف بطبيعة الثقة الغير دينية لأنها تشكل الغالبية العظمى من مضمون الدين الذي قد مارسه / مارسته. فعلى سبيل المثال، بقدر ما يرى المتدينون خارج دائرة الكاثوليكية الثقة في الكنيسة كارتباط أخرق للمسيحية الأصلية، بقدر ما يرى أتباع المذهب الكاثوليكي أنها وجهة النظر المطلقة من أجل الخلاص.

د) الإيمان الثقة

 يمكننا أن نعتبر الثقة هي الخطأ الأول في تاريخ الدين عندما وثق آدم بقسم الشيطان [۷:۲۱] وأكل من ثمار الشجرة الممنوعة. ومنذ ذلك ويندمج عنصر الثقة نفسه في الثقافات الدينية، بأسماء جديدة وتحت أشكال جديدة. ومن خلال استعراض تاريخ الفروع الدينية الحالية يمكن للمرء أن يلاحظ بوضوح عمق الضرر المنعكس على الدين بالاختلاط  بعنصر الثقة السام. وللحفاظ على المفاهيم المجردة الموضحة في هذا المقال بعيداً عن الخلافات حول الأحداث التاريخية، فإننا نترك للقارئ مراجعة التاريخ ذات الصلة. وإننا فقط ننصح القارئ لتدارس الأضرار التي لحقت بالثقافة الدينية بسبب الثقة غير التي لحقت بالقارئ، لذلك فإن هذا الإجحاف بالثقافة الدينية الخاصة به / بها لن تمنعه / تمنعها من التفكير الحر. بدلاً من ذلك في هذا القسم، فإننا باستخدام آيات من القرآن نبين أن الثقة هي واحدة من الوحوش التي قد أنشاها الدين ضده. ومع ذلك، فإن الثقة في عصرنا بدلاً من الوقوف ضد الدين في معركة وجهاً لوجه، فإذا بها قد اندمجت في روحه
وأصبحت جزءاً من هويته.

وفي البقية، ومن خلال التأكيد على آيات من القرآن، فإننا نوضح فهم المؤلف لوجهة النظر الدينية الصحيحة في القرآن والتي تبين كيف أن القرآن يشير إلى فكرة الثقة المظلمة -- التي قد أصبحت كلمة مقدسة في الثقافة الدينية الحالية -- ويصفها بأنها جذور لبعض الانحرافات في الدين.

في ضوء القرآن، سيصل الناس الذين يحبون الخالق إلى المصير المثالي [۳:۳۱]ا.

قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ‌ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٣١

وهؤلاء الذين قلوبهم غير مخلصة إلى الله تماماً سينتهون في الطريق الغير صحيح باتباعهم لمجموعة خاصة من الناس، الذين نستطيع أن نطلق عليهم الشيوخ (السادة او الکبراء) [۳۳:۶۷

وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَ‌ى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَ‌وْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥

وَقَالُوا رَ‌بَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَ‌اءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴿٦٧

سيقود اتباع السادة (الکبراء) الناس إلى تطبيق الثقافة الدينية المنحرفة لمجتمعهم المحلي.

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٧٠

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ‌ ﴿٢١

وفي الواقع وعلى مر التاريخ الديني كان الشيوخ عقبة رئيسية للاستقبال الصحيح للرسالة من قبل الناس العاديين. ويذكر القرآن بعض النماذج [۳۸:۶ ۷:۷۵ ۷:۹۰] التي يقاوم الشيوخ الرسالة من الله ويدعوا أتباعهم لاتباع الثقافة الدينية الغير صحيحة لمجتمعهم.

وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُ‌وا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَ‌ادُ ﴿٦

وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُ‌ونَ ﴿٩٠

قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْ‌سَلٌ مِّن رَّ‌بِّهِ ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْ‌سِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴿٧٥﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُ‌ونَ ﴿٧٦

في مناسبات عديدة [۲:۱۶۶ ۳۴:۳۱ ۱۴:۲۱] يتنبأ القرآن بالأحداث في يوم القيامة وذلك بأن الأتباع الضاليين سيحملون الشيوخ المسؤولية عنهم بعد أن يكونوا قد ضلوا الطريق الصحيح.

إِذْ تَبَرَّ‌أَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَ‌أَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ﴿١٦٦﴾ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّ‌ةً فَنَتَبَرَّ‌أَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّ‌ءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِ‌يهِمُ اللَّـهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَ‌اتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِ‌جِينَ مِنَ النَّارِ‌ ﴿١٦٧

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا الْقُرْ‌آنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَ‌ىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَ‌بِّهِمْ يَرْ‌جِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ﴿٣١﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِ‌مِينَ ﴿٣٢﴾ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا بَلْ مَكْرُ‌ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ‌ إِذْ تَأْمُرُ‌ونَنَا أَن نَّكْفُرَ‌ بِاللَّـهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ۚ وَأَسَرُّ‌وا النَّدَامَةَ لَمَّا رَ‌أَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٣٣

وَبَرَ‌زُوا لِلَّـهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّـهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْ‌نَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ ﴿٢١

وهناك أمثلة في القرآن تبين أن الأتباع الضالين كانوا بين المؤمنين الذين كانوا بالفعل متدينين، ولكن ثقتهم في السادة والكبراء قادتهم إلى دين غير صالح [۳۸:۶ ۳۴:۳۱ ۳۱:۲۱]:

وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُ‌وا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَ‌ادُ ﴿٦

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا الْقُرْ‌آنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَ‌ىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَ‌بِّهِمْ يَرْ‌جِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ﴿٣١﴾ ... ﴿٣٢﴾ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا بَلْ مَكْرُ‌ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ‌ إِذْ تَأْمُرُ‌ونَنَا أَن نَّكْفُرَ‌ بِاللَّـهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ۚ وَأَسَرُّ‌وا النَّدَامَةَ لَمَّا رَ‌أَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٣٣

وَبَرَ‌زُوا لِلَّـهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّـهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْ‌نَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ ﴿٢١

وهكذا كان الشيوخ الذين يعرقلون طريق الهداية من الوصول إلى الناس لم يكونوا من خارج المجتمع الديني -- كما يفترض خطأً. بل على العكس تماماً، كان الشيوخ فعلاً هم رواد الثقافة الدينية -- التي انحرفت عن الدين الأصلي والصحيح -- إلى حد أنهم يصدرون أحكاماً مباشرة لأتباعهم تنص على ما يريد الله منهم أن يفعلوه (إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ . [۳۸:۶]) وما يريد منهم ألا يفعلوه.

مزيد من المقالات ...

الملحق الأول: المصطلحات

 لتجنب التشويش، فإننا نعيد تعريف المصطلحات التي استخدمت في هذا المقال.

الرسالة: هي محتوى الاتصالات من الخالق بالمخلوق الذي تم اختياره في الماضي. ويتم تحريك الرسالة إلى أن يسمعها الناس في المستقبل لتكون هداية لهم. بقدر ما يشعر الناس في القرن الحالي بأنهم معنيون، لا يكون المخلوق الذي تلقى الرسالة على قيد الحياة بعد الآن، وبالتالي لا توجد وسيلة لتلقي الرسالة مباشرة منه. وكان من الممكن الحفاظ على الرسالة بالشكل المكتوب من قبل الناس العاديين وتكون عرضة للخطأ. ومن بين الرسائل الموحاة المتاحة بأيدينا حالياً في شكل مكتوب ، كلها ما عدا القرآن ثبت علمياً أنها قد تغيرت عن النص الأصلي. وتعتقد الأغلبية المطلقة من المؤرخين في نفس النسخة من القرآن الكريم -- بأن الاختلافات تكون على مستوى حروف العلة. ويستحق القرآن بأن يكون كتاباً معجزاً ويمكن للناس التحقق من هذا الادعاء بتجربة كون السورة مثل القرآن. والاعتقاد بأن القرآن ككتاب نقرأه هو نفس الرسالة التي نزلت منذ وقت طويل، وبالتالي، لا يحتاج إلى الثقة في الأفراد الوسطاء على مر التاريخ.

الرسول: هو الشخص المختار الذي توحى الرسالة إليه في الشكل الشفوي ويتلو ما قد سمع إلى الناس من حوله. ولا يوجد رسول على قيد الحياة في عصرنا.

الشيوخ أو الکبراء: أناس عاديون في الوقت الذي يغيب فيه الرسل يهمون بالسيطرة على الدين ويعرفون أنفسهم كمحور ضروري لفهم الدين. والطريقة التي تجعل الشيوخ موقفهم شرعي إما من خلال الادعاء بالروح الإلهية أو عن طريق ربط الأدب المعقد بالدين (مثل الحديث) والتظاهر بالبراعة في هذا الأدب (مثل العلماء).

لترجمة من قبل: سام لویس

بدون حديث-محمد

4/15/2015

أو عندما يواجه الإسلام المورمونية

 تعتبر الرسالة هي جوهر كل الديانات الإبراهيمية. والرسالة هي الهدي الإلهي المنطوق بواحدة من اللغات التي يتكلمها الإنسان [۷۵:۱۸] [۴۰:۶۶] [۲:۱۵۹] [۱۴:۴] [۱۹:۷۹]. والرسول هو الشخص المختار والإنسان الفاضل الذي من خلاله تم تلقي الرسالة. ومع ذلك، فإن هذا الدور الأساسي للرسول لا يقلل من أي من القيم الإنسانية فهو : لا يعلم الغيب [۶:۵۰]، ويخطئ [۹:۳۴] [۴۷:۱۹] [۸۰:۱۰]، وله رغبات جسدية [۳۳:۳۷]. ومع ذلك، بعد وفاة الرسول العظيم للإسلام ابتدع المسلمون ولفقوا دوراً جديداً له، وعرفوا المسلم المثالي بالذي يحاكي كل سلوكياته ونمط حياته وزيه وحتى حجم اللحية! ولقد ازداد هذا الابتداع في عصرنا لدرجة أن الرسول بدون هذا الدور الملفق يبدو عديم الجدوى! فعلى سبيل المثال إذا تسائل شخص ما أن الحديث (القصص المنسوبة إلى الرسول) ربما ليست أحد أعمدة الإسلام، هنا يعتبر المسلمون أن هذا تجاهل للرسول وإهانة له! وسيسأل: إذا كان الحديث ليس من أركان الإسلام، إذاً لماذا كان هناك رسولاً في المقام الأول ؟!

وفي هذ المقال نراجع اكتشاف الرسالة ، بديلاً لوحي الرسالة ولكن بدون رسول، وسوف نبين أن دور الرسول في تلقي ونشر الرسالة أمر بالغ الأهمية. ويعتبر موقف الرسول في الدين ثمين بالفعل ولا يحتاج منا ابتداع الحديث ليصبح جدير بالاهتمام.

اكتشاف الرسالة

ولكى نفهم أهمية دور الرسول في الدين بشكل أفضل، فإننا في هذا القسم نناقش طريقة بديلة لتوصيل الرسالة الإلهية للإنسان الدنيوي. فلنفترض أن الله يريد أن يوصل الرسالة للناس في منطقة ما دون استخدام رسول وسيط. إحدى المناهج هو أن يكتب الرسالة الإلهية على لوح لكي يتمكن الناس من قراءتها مباشرة دون الحاجة إلى رسول وسيط. وتكون المشكلة هي كيف يعرف الناس أن اللوح من الله وليس من صنع الإنسان. ولكن إظهار هذه الألواح، سيكون هناك دائماً واحد من الناس هو أول من يكتشف الألواح، وسنطلق عليه مكتشف الرسالة. وهنا ينبغي أن تكون هناك آلية لإبلاغ مكتشف الرسالة بأهمية وأصل الرسالة، مثل تغييرات ذات مغزى في حيز الرؤية لمكتشف الرسالة (مثل هبوط الألواح من السماء [۴:۱۵۳])، أو تغيرات ذات مغزى في الحيز السمعي لمكتشف الرسالة (مثل سماعه كلمات من السماء [۲۰:۱۱]). وتتشابه هذه الآلية عملياً حيث الوحي يكون ملكاً [۹۶:۱] أو الله [۲۰:۱۳] يتحدث إلى الرسول.

وستكون المشكلة التالية هي أن اللوح المادي لن يتمتع بالحياة الأبدية. إن لم يكن بسبب حروب البشر، فإن الألواح ستدمر في نهاية المطاف بسبب عوامل التعرية الطبيعية. والأكثرية التي من شأنها أن تترك للأجيال القادمة ستكون عبارة عن نسخة من الألواح والأدلة التاريخية التي حفظت ما قالته الألواح. وهذا هو نفس المصير الذي حدث لألواح موسى الحجرية التي تحتوي على الوصايا العشر. وبالتالي بالنسبة للأجيال القادمة فإنها لا تفرق سواء أكانت الرسالة منقوشة على ألواح بواسطة الإنسان أو بمعجزة إلهية، وسواء ما إذا كان مكتشف الرسالة قد قرأ الرسالة على لوح مادي أو قد تلقى الرسالة عن طريق الوحي. ومن وجهة النظر هذه، فإن مكتشف الرسالة ليس لديه ميزة في منهج الوحي الذي يمارس.

وبعد إبلاغ مكتشف الرسالة بمغزى الرسالة، سيكون التحدي التالي هو إقناع الناس بالمنطقة بأهمية ومصداقية الرسالة: ويحتاج مكتشف الرسالة لمنهاج لجذب انتباه شعبه. والنهج المعروف هو المعجزة: ويمنح الله مكتشف الرسالة القدرة على إجراء تغييرات خارقة في البيئة الطبيعية؛ ويشاهد شعوب المنطقة هذه التغيرات الخارقة بالعين المجردة ويكتسبوا الايمان في أهمية وسلامة مهمته [۷:۱۲۰]. ثم تكون المشكلة بأن تقل دهشة المعجزة جيل بعد جيل ويأتي الوقت الذي يسأل فيه جيل المستقبل الذي لم يشهد المعجزة مباشرة ويسأل نفسه: هل حدثت المعجزة بالفعل؟ [۱۶:۲۴] ولذلك فإن مجال المعجزة يقتصر على شعوب المنطقة وربما بضعة أجيال من بعدهم، وستنتهي صلاحيتها عاجلاً أو آجلاً.

مكتشف الرسالة = الرسول

في الجزء السابق أوضحنا ذلك من خلال معالجة أوجه القصور في منهاج اكتشاف الرسالة، ويصبح مكتشف الرسالة بشكل أساسي رسولاً: يتلقى الرسالة من خلال الوحي ويستخدم المعجزة لجذب انتباه شعوب المنطقة. ويعتبر موسى المثال التاريخي الجيد لمنهاج اكتشاف الرسالة الذي أحضر الألواح التي تحتوي على الوصايا العشر، والذي كان رسولاً بالفعل.

الفخامة في طريقة إرسال الإسلام

هناك نقطتان في طريقة إرسال الإسلام والتي تجعله يبرز. أولاً أنه بدلاً من المعجزات التقليدية، فإن ما يجذب الناس في المنطقة إلى الرسالة هو الشخصية الاستثنائية لرسول الإسلام [۳:۱۵۹] [۹:۱۲۸] [۶۸:۴]. فكان يتمتع محمد بمثل هذه السمعة في الأمانة والاستقامة لدرجة أن الكثير من سكان المنطقة تقبلوا الرسالة فقط بناءً على كلامه. النقطة الأخرى هي أنه عندما توسعت الرسائل واشتكى المتذمرون من غياب المعجزات التقليدية [۶:۳۷] [۲:۱۱۸] ويقاوم الإسلام مثل هذه الطلبات [۲:۳۳] ويذكر نص الرسالة على أنه المعجزة [۲۰:۱۳۳]. وتعتبر طبيعة نص الرسالة نفسه المعجزة في الإسلام وهي مفتاح الخلود لها: ففي الديانات الأخرى بعد عصور فلن يتبقى هناك شيء من المعجزات إلا بعض الأساطير عنهم، وحتى لو أن جيلاً يؤمن بها فيجب أن يكون من خلال ثقته بالمؤرخين الوسطاء. وما العلم في أن ما نذكره هو أضعف وأكثر من ألا يعتمد عليه وهو التاريخ! ولكن لكي تؤمن برسالة الإسلام، فلست في حاجة لتثق بأي من المؤرخين: فيمكن لأي إنسان في أي وقت أن يقرأ الرسالة (القرآن الكريم) ومعرفة ما إذا كان إلهياً أم لا [۱۱:۱۳]. وبعبارة أخرى، فإن القرآن هو الرسالة التي يمكن التحقق منها ذاتياً والتي لا تحتاج لقناة جديرة بالثقة عبر التاريخ. (راجع الملحق 2 لمزيد من المناقشة عن هذا الموضوع)

مزايا الوحي التدريجي للقرآن

في الأجزاء السابقة أوضحنا أن طريقة اكتشاف الرسالة ليس لها ما يميزها عن طريقة إرسال رسالة الإسلام. وفي هذا الجزء فإننا نذكر بعض مزايا الوحي التدريجي للقرآن على رسول الإسلام عن النهج البديل لاكتشاف الرسالة (اكتشاف مفاجئ للقرآن الكريم من قبل محمد). يقول القرآن أن الوحي التدريجي للقرآن يثبت قلب الرسول [۲۵:۳۲]. فالرسول، على الرغم من أنه شخص فاضل، فهو جوهرياً إنسان لديه جميع شكوك وعيوب البشر. فكان وحي القرآن يحدث تدريجياً وفقاً للحالة التي كان فيها، لتعزيزه عبر طريقه الصعب.

ثانيا، إن الوحي التدريجي للقرآن الكريم لحالة معينة يسلط الضوء على هذه النقطة المهمة وأن تفاصيل الأوامر المذكورة في القرآن تنسج بشكل وثيق في خصوصيات الزمان والمكان الذي فيه يهبط الوحي بالقرآن، وبالتالي فهي ليست بالضرورة عالمية ولا أبدية. فعلى سبيل المثال يشتمل القرآن على بعض التفاصيل الصغيرة عن أحكام الميراث (والتي نزلت على ما يبدو بعد أن تم طرح الأسئلة المطابقة من قبل الناس بالمنطقة [۴:۱۷۶] [۲:۲۱۵]). والحقيقة أن مثل هذه الأحكام نزلت بناءً على سؤال أو حدث محدد، وحقيقة لا يشجع القرآن الناس بالمنطقة على طرح أسئلة عن تفاصيل لا داعي لها [۲:۷۱] [۵:۱۰۱]، وهذا يقودنا إلى أن نفهم أن مثل هذه التفاصيل ليست جوهر الدين وأنها تنسج بشكل وثيق لوقت وثقافة محددة.

ثالثا، إن البذرة مع أعلى إمكانيات الإتقان ليس لديها فرصة لتنمو في المستنقعات المالحة وسيقضى عليها في مهدها. فلولا تضحيات محمد لنشر الرسالة لشعبه [۲۶:۳]، ولولا طاعة مجموعة من شعبه [۴:۵۹]، لن يتبقى هناك شيء من تلك الرسالة ليبحث جيلنا عن الهدي من خلالها. ولقد ساعد الوحي التدريجي للقرآن على تنشئة جيل جديد [۹:۱۲۴]. فعلى الرغم من هذه البداية الشاقة فإنها كانت على وشك الانحراف بعد وقت قصير من وفاة محمد، إلا أنها كانت قوية بما يكفي لضمان المحفاظة على الرسالة لأجيال المستقبل.

الخلاصة

في هذه المقالة ناقشنا دور الرسل بشكل عام ودور رسول الإسلام بشكل خاص في تبليغ الرسالة الإلهية إلى الناس في الدنيا. ولولا تضحيات رسول الإسلام العظيم ما كان هناك القرآن الآن ليكون دليلنا ولايزال بعد ۱۴۰۰ سنة. وبالتالي فإن ابتداعنا للحديث لا يضيف أي شيء إلى مكانته الكبيرة فقط ولكنه يبين أيضاً إنكارنا للجميل تجاه كل تلك التضحيات لأننا نحرف روح الرسالة ذاتها التي جاء بها [۲۰:۸۶].

الملحق الأول: المورمونيون

المورمونيون هم مثال مثير جداً للاهتمام في التاريخ وذلك لدراسة ظاهرة اكتشاف الرسالة. فقد كان جوزيف سميث مواطناً عادياً فقال لقومه في عام ۱۸۲۳ المیلادی أنه قد وجد رسالة منحوتة على ألواح ذهبية. ووفقاً لجوزيف فإنه في وقت اكتشاف الألواح ظهر له ملك ووصف له عن ماذا تكون الألواح. لم يتبقى شيء من الألواح باستثناء شهادة اثنين من الجيران في رؤيتهم لها [1]. ولم يتنازل جوزيف أبداً عن أي نسخة من الألواح. بدلاً من ذلك كتب تدريجياً كتاباً على مر السنين، والذي ووفقاً له كان ترجمة للألواح إلى اللغة الإنجليزية. وعلى الرغم من أن الألواح المفترضة قد ولت، فإنه بالنسبة لجيلنا (ترجمة) الرسالة نفسها قد بقيت، ويمكننا قراءتها ونقرر ما إذا كانت إلهية أم لا. وإذا اعتبرنا الثقة بالقصص التاريخية وسيلة يمكن الاعتماد عليها للتثبت من صلاحية نظام العقيدة، فإننا لا يمكننا إلقاء اللوم على المورمونين لأنهم يطبقون نفس النهج الذي نحن كمسلمين نفعله. ولكن إذا أسسنا أحكامنا على مضمون الرسالة نفسها فإنه يمكننا أن نرى بسهولة الاختلافات الضخمة بين كتاب المورمون والقرآن. وإننا ندعو قراء هذا المقال لقراءة بعض الفصول من كتاب المورمون [2] وذلك لمقارنتها بالقرآن.

الملحق الثاني: القرآن والتاريخ

يوجد حالياً قراءات متعددة للقرآن [3] [4]، هناك 10 من خلالها هي الأكثر اعترفاً بها. وتعتبر الفروق بين القراءات طفيفة ولكنها أحياناً تؤدي إلى اختلافات في المعنى. وهناك أجزاء من القرآن لكل مسلم أيضاً ليست مفهومة تماماً. فالشخص الذي يجد قراءة القرآن معجزاً لا يضمن أن جميع حروف العلة والكلمات هي نفسها بالضبط القرآن الذي أنزل على الرسول. وعلى الرغم من أننا نعتقد أن القرآن هو رسالة إلهية لأنها معجزة (وليس لأن التاريخ يدعي ذلك)، وتزيد الأدلة التاريخية المتكررة جداً احتمالية أن هذا القرآن مشابه جداً لقرآن محمد. ومن ناحية أخرى، يتم تكرار النقاط الرئيسية في القرآن مثل التوحيد، ويوم القيامة والأعمال الصالحة، والتقوى في كثير من الأحيان لدرجة أن الفروق البسيطة لا يمكن أن تشوه روحهم.

لترجمة من قبل: سام لویس

مجال الأوامر في القرآن

12/24/2014
"هذا في القرآن":
هذا التعبير شائع جداً بين المسلمين. وبعد هذه العبارة، عادةً ما تكون هناك جملة أمرية في القرآن، بغض النظر عن النص قبلها أو بعدها، يتم فصلها من سياقها وذكرها على أنها أمر مباشر من الله للمسلمين الذين يعيشون في القرن ال۱۴ الهجري. والادعاء الضمني وراء هذه الثقافة هو أن المخاطبين في الجمل الأمرية بالقرآن هم المسلمون في كل زمان ومكان ليوم القيامة. وفي هذا المقال، فإننا نعترض على هذا الادعاء ونخلص إلى أنه وبشكل افتراضي أن المعنيين بهذه الأوامر في القرآن هم المسلمون حول النبي، وإذا أراد أحد أن يوسع مجال هذه الأوامر لتشمل المسلمين في عصرنا هذا، فإنه في حاجة لتقديم حجة قوية، ولكن الاقتباس للأمر من القرآن وحده ليس كافياً. ثم إننا نعيد تحديد دور القرآن في ممارسة الشعائر الدينية بالإسلام، وللاستفادة من هذه الرؤية الجديدة فإننا نعيد النظر في الشريعة وبعض الأحكام المثيرة للجدل مثل الرق في القرآن.

س۱. أمثلة متناقضة

إذا وضعنا في الاعتبار السياق (الآيات قبل وبعد الجملة) للعديد من الأوامر في القرآن ، يمكن أن نفهم بسهولة أن الجمهور المستهدف لمثل هذه الأوامر هم مجموعة معينة من المسلمين المحيطين بالنبي. ولكن لأن هذا الرأي يختلف كثيراً عن الثقافة الدينية الحالية - وبالتالي المثيرة للجدل - هنا نثبت بالدليل التناقض و نبين ان هناك حالات  بالنظر من خلال نص الأمر فقط يمكن أن نرى بسهولة أن استنباطه ليشمل المسلمين في عصرنا أمر مستحيل.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْ‌آنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ‌ حَلِيمٌ ﴿۵:١٠١
يمكننا أن نرى هنا بوضوح أن المخاطبين في هذا الأمر هم المسلمون الذين كانوا يعيشون أثناء نزول القرآن.

ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّ‌سُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ‌ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿۵۸:١٢
المعنيون هنا هم المسلمون القادرون على الهمس في أذن النبي، وبالتالي إجراء حديث خاص معه.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ‌ نَاظِرِ‌ينَ إِنَاهُ وَلَـٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُ‌وا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّـهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَ‌اءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ‌ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَ‌سُولَ اللَّـهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمًا ﴿۳۳:٥٣
هنا يجب أن يكون المعنيون قادرين على الدخول جسدياً إلى بيت النبي، وبالتالي فإن المخاطبين مأمورون بأن يستأذنوا أولاً.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْ‌فَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُ‌وا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ‌ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿۴۹:٢
المخاطبون من المسلمين هنا هم القادرون على إجراء محادثة شفوية مع النبي.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ﴿۸:٢٠
الجمهور هنا هم المسلمون الذين يشاركون في حوار حي مع النبي.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُ‌وا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِ‌جُونَ الرَّ‌سُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ رَ‌بِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَ‌جْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْ‌ضَاتِي ۚ تُسِرُّ‌ونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴿۶۰:١
تصف الآية هنا أهل مكة بأنهم أعداء للجمهور المستهدف، وتسرد الجرائم التي ارتكبها المكيون ضدهم.

س۲. إذاً، ما هو الغرض من القرآن؟

 لقد أظهرت الأمثلة المتناقضة في الجزء السابق أن وجهة النظر التقليدية بأن "القرآن كمنافس للوصايا العشر" غير صحيح. والسؤال الذي سيثار هنا هو أنه إذا كان القرآن ليس إلا مجموعة من الأوامر الخالدة، إذاً ما هو دور القرآن في الإسلام؟ رداً على ذلك ينبغي علينا أولاً أن نذكر أن الأوامر الحتمية بالقرآن تشكل جزء صغير فقط من القرآن؛ أما أكثر نصوص القرآن فهي مخصصة لتوضح العلاقة بين الخالق والإنسان، وتسلط الضوء على نماذج من خيرة البشر، كما تذكر بيوم القيامة، وتلقي نظرة عامة على المجتمعات الدينية الماضية وأيضاً أخطائهم. ولا يمكننا أن نلوم أحداً سوى أنفسنا حين نتخلي عن هذه الأكثرية، ونركز فقط على الأقلية الصغيرة من الأوامر، ولا تقلل أخطائنا شيئاً من قيمة القرآن. فالمشكلة هي فهمنا الخاطئ للدين: وإننا نبحث في الدين عن الأوامر المباشرة بصيغة "إفعل" و "لا تفعل"، وإذا كان الكتاب لا يحتوي عليهما فأننا لن ندرك أن الكتاب ذو "قيمة"!
من ناحية أخرى عندما نفهم أننا لسنا الجمهور المستهدف من الأوامر في القرآن ، فهذا لا يعني أنه لا يمكننا أن نستفيد من مثل هذه الأوامر المدرجة في القرآن. ويمكن للمسلم في القرن ال۱۴ الهجري أن يحلل عقلياً ما وراء هذه الأوامر ويرى كيف يمكن له أن يطبق روح مثل هذه الأوامر في حياته اليومية. على سبيل المثال، وعلى غرار الكتب السماوية السابقة، يوصي القرآن ايضاً بالصيام. ومع هذه النصيحة هناك جنباً إلى جنب أيضاً بعض التفاصيل التي تشرح الوسيلة الجيدة للمسلمين المحيطين بالنبي لتنفيذ هذا الأمر. ويمكن للمسلم في القرن ال۱۴ الهجري أن يستنتج أن أداء الصيام مفيد له أيضاً. ولكن هذا لا يستوجب أن يتم نسخ تفاصيل كيفية أداء ذلك بالضبط بنفس التفاصيل التي قيلت للمسلمين المحيطين بالنبي. فعلى سبيل المثال يحدد القرآن مدة الصيام من الفجر حتى غروب الشمس، والتي تعتبر مدة معقولة للأشخاص الذين يعيشون في شبه الجزيرة العربية. ولكن هذه المدة في بلدان أوروبا الشمالية قد تكون أكثر من ۲۰-۲۲ ساعة، مما يجعل تنفيذ مثل هذه التفاصيل عملياً أمراً مستحيلاً.

س۳. لا شيء يترك في الشريعة!ا

 من وجهة النظر التقليدية، يعتبر الدين هو ما يعادل الشريعة: فلقد جائنا الدين ليقول لنا بالضبط ما يجب علينا أن نفعله وما لا يجب علينا أن نفعله؛ وإذا كنا سنؤدي جميع هذه التعليمات بكل التفاصيل بالضبط إذاً فإننا نصعد إلى السماء! وما يتم إهماله تماماً هو أنه كيف يفترض لمثل هذه التفاصيل أن تساعد الإنسان أن ينمو روحياً لكي يستحق في النهاية الصعود للسماء. وتم وضع ۹۹٪ من الثقافة الدينية الحالية حول مثل هذه التفاصيل، وإذا شككت النظرية في أهمية هذه التفاصيل فيبدو وكأنها تشكك في الدين نفسه. ومع ذلك، فإن هذه الثقافة الدينية لا تتوافق مع القرآن، لأن معظم القرآن ليس له علاقة بمثل هذه التفاصيل. وعلى العكس من ذلك، يقترح القرآن الكريم على المسلمين الذين عاصروا نزول القرآن تجنب الأسئلة التي لا داعي لها عن التفاصيل (۵:۱۰۱). ولا يؤمن عامة الناس أيضاً في أعماق قلوبهم بأهمية مثل هذه التفاصيل، و يحكمون على الناس بناءً على الفرد وكذلك الآثار الاجتماعية المترتبة على أعمالهم، وليس بناءً على حجم اللحية الخاصة بهم على سبيل المثال.
لا تزال الشريعة موجودة في وجهة النظر في هذا المقال بالنسبة للقرآن ولكنها متروكة لنا لمعرفة تفاصيلها، والتي تعتمد بشكل كبير على ظروف الزمان والمكان والثقافة. وهذا يرجع لنا لنقرر ما هي الطريقة المثلى لأداء الصدقات في المنطقة المجاورة لنا. وهذا يرجع لنا لنقرر ما هو أصح نظام اقتصادي في عصرنا. ويتطلب معرفة هذه الطريقة المثلى للمعيشة والعلوم، وفهم احتياجات الإنسان في البيئة الاجتماعية، وأيضاً مواصفات الإنسان المثالي الذي يفترض أن ينمو في هذا المجتمع. وهذا الاهتمام الذي من شأنه أن يظهر هنا بشكل طبيعي هو أنه مع هذا النهج قد يصل المسلم إلى استنتاج مفاده أنه على سبيل المثال حتى الصلاة لم تعد ضرورية في عصرنا. ورداً على ذلك ينبغي لنا أولاً أن نذكر أنه لا يمكن فرض الخلاص على الناس. فحتى الآن كثير من المسلمين لا يؤدون الصلاة التي تعتبر إلزامية في الثقافة الدينية الحالية، أو إذا فعلوا ذلك، فهم يؤدونها كرهاً لدرجة أنها تفتقد للغرض الأصلي من الصلاة.
وإذا أصبحت وجهة نظر هذا المقال شائعة فإن هذه المجموعة من المسلمين ربما يكونوا هم الذين يتجاهلون مئات التأكيدات في القرآن على إقامة الصلاة. وفي النهاية ، فإن المسلمين الذين يتبعون توصيات القرآن ويذكرون الله مراراً وتكراراً طوال اليوم، هم الذين يستفيدون عملياً من هذا التذكر.

س۴. لمحة عامة عن الشريعة القديمة بمنظور جديد

في هذا الجزء نقوم بلمحة سريعة على الموضوعات المثيرة للجدل في فهم الشريعة الحالي السائد، ونبين أن الأحكام الغير عقلانية القديمة المرتبطة بالشريعة لا يمكن أن تنبثق بهذا المنظور الجديد في القرآن.

الرق: لقد نزل القرآن في الوقت الذي كانت فيه العبودية هي الدعامة الرئيسية للنظام الاقتصادي في شبه الجزيرة العربية. فكان لا بد أن تتضمن الأحكام المرشحة لشعوب الجزيرة العربية بعض التفاصيل المتعلقة بالعبودية. وفي وجهة النظر الجديدة للقرآن، فإن وجود مثل هذه التفاصيل ليس دليلاً على الإطلاق على دعم القرآن للعبودية. على العكس من ذلك، فمع التدبر في الأوامر التي تعرض تحرير العبيد باعتباره تكفيراً عن الخطايا التي ارتكبت، يمكننا أن نفهم أن القصد في القرآن هو إنهاء الرق على المدى البعيد.

الحرب مع الکفار: الحقيقة بأن القرآن يأمر أهل المدينة المنورة لمحاربة أهل مكة الكفار، ليس مبرراً على الإطلاق لبدء الحرب في القرن ال۱۴ الهجري بحجة أنهم غير مؤمنين ! بل على العكس من ذلك من خلال النظر في سياق مثل هذه الآيات يمكننا أن نفهم أن أسباب الحرب لم تكن لعمل شئ بنظام عقيدة أهل مكة. وأيضاً مع وجهة النظر الجديدة للقرآن بأن حروب التوسع في الأراضي التي شنها المسلمون على مر التاريخ بحجة نشر الإسلام، يمكن إدانتها.

حقوق النساء: الحقيقة بأنه في النظام الاجتماعي والاقتصادي لشبه الجزيرة العربية كان معقولاً أن ترث النساء نصف ما يرث الرجال، لا يوجد سبب حيث أنه في القرن ال۱۴ الهجري يكون النساء والرجال متساوين في المسؤولة عن نفقات الأسرة بأن تظل مثل هذه الأحكام منطقية.

الحديث: يوصي القرآن المسلمين المحيطين بالنبي بأن يتبعوه، وهو أمر منطقي. ولكن ليس هناك مبرر بأن يمتد هذا الأمر للمسلمين في عصرنا، حيث لم يعد النبي موجوداً. فالثقافة الدينية الحالية، أولاً تنتهج الاستكمال ليشملنا الأمر، ثم من أجل حل هذا التناقض حيث لا يوجد بيننا نبي لاتباعه، تم اختراع الحديث باعتباره الحل: ومع استكشاف الأحاديث (أو القصص) "المنسوبة" للنبي فإننا "نفترض" ما قد يوصى به النبي لنفعله إذا كان يعيش بيننا في القرن ال۱۴ الهجري!!

الترجمة من قبل: سام لویس

الانتقادات الموجهة إلى الإسلام البسيط

11/29/2013
لكي يرفض المرء الإسلام البسيط ، يجب عليه أن يبين أن الإيمان بالمبادئ الثلاثة وهي الله، ويوم القيامة، والقرآن تتطلب من المسلم أن يؤمن أيضاً بالحديث والنهج العملي لتخريج الحديث لتحديد الصواب والخطأ. وإننا هنا لنسرد الحجج القائمة بالقرآن والتي يستخدمها العلماء و ونحن نحقق فيها بالتفصيل.

إقرأ المقالات الأصلية هنا.

وبإيجاز، فإن الفرق بين الإسلام البسيط وفهم العلماء للإسلام يأتي من هذه النقاط:

وحدة المعجزة في القرآن الكريم في السورة وليست في الآية. وبالتالي فإن الآية لا ينبغي أن تفسر بمعزل عن سياقها (السورة والآيات المحيطة بها) وإلا ستتسبب في سوء الفهم. ويعتمد العلماء على التفسير بمعزل عن السياق لينسبوا فهمهم للقرآن.
التفسير المعروض لكلمة ما يجب أن يكون متسقاً مع الإستخدامات الأخرى لهذه الكلمة في القرآن. ولكي يجعلوا الآية تتوافق مع نهج الداعية في خطبته، فإنهم في بعض الأحيان يفسرون كلمة رئيسية على نحو يتنافى مع الطريقة التي يتم بها استخدام هذه الكلمة في باقي القرآن.
عادة يعمم العلماء كل جملة أمرية مباشرة في القرآن إلى قضايا الأوامر لجميع المسلمين في جميع الأزمنة. ويبين مقال المجال أن هذا الرأي لا يتسق مع القرآن. فإذا أعطيت الأوامر لبعض الناس المعينين فإن توسيع الجمهور المستهدف ليشمل المسلمين عبر التاريخ كله، يلزم تقديم حجة قوية.
ينبغي عدم الخلط بين شيوخ الدين (العلماء) والباحثين الدينين. فإن القاعدة السابقة هي حججهم بالحديث، والتي لا يمكن التحقق منه عملياً من قبل المسلمين العاديين بجدول زمني محدود ، بينما أن القاعدة الأخيرة هي حججهم بالقرآن حيث يمكن لكل مسلم أن يتحقق منه، ومن ثم قبولها أو رفضها. وبالتالي فإن هذا الأخير لا يسبب العمى الذي يلي العلاقة بين المسلمين والباحثين.
لم يذكر الحديث أبداً في القرآن الكريم. ويبين التحليل التالي أنه على العكس من إدعاءات الباحث أنه غير مذكور ضمنياً أيضاً. والسؤال للمؤمنين بالحديث هو أنه إذا كان الحديث ونهج إخراج الحديث يعتبر ركن هام من أركان الإسلام، ألا ينبغي أن يذكر عدد قليل منها صريحة في القرآن بحيث لا يجب على العلماء أن يحاولوا يائسين بيع مثل هذه التفسيرات البعيدة والغير متناسقة.

۱: الحديث لتفسير القرآن

هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ‌ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّ‌اسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَ‌بِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ‌ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿۳:٧

الآية تقول أن هناك بعض الآيات المتشابهه في القرآن والتي ليس كل فرد يفهم تفسيرها. ويقول العلماء أنه ينبغي أن
تكون هناك طريقة يمكن بها أن ينقل الذين يفهمونها للذين لا يفهمونها. لذلك، يجب أن يكون هناك شيء ما متعلق بالقرآن والذي يفسر هذه الآيات الغير محددة لكي يتسنى للآخرين أيضاً فهمها مثلما يعلمه الله (وربما الراسخون في العلم) يفهمونها. عندئذ يقدم العلماء الحديث (الأقوال المنسوبة إلى شخصيات دينية) كهذا الارتباط المفقود، وبالتالي يضعون في الاعتبار تخريج الأحاديث التي نقلت على مدى التاريخ كجزء من الشعائر الدينية التي أيدها القرآن.
رداً على ذلك، ينبغي أن نقول أن الآيات المتشابهه ليست هي نقطة الضعف في القرآن بحيث أنها تتطلب منا الحيل لتصحيحها. كما يقول النص بوضوح أن وجود هذه الآيات المتشابهه يقصد به تمييز الذين في قلوبهم مرض، من المؤمنين حقاً. وفي الواقع، ليس من المفترض أن يكون القرآن هداية للجميع وكما يقدم القرآن نفسه في بدايته، بأنه هدى للمتقيين.

ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَ‌يْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿۲:٢

ليست هناك نقطة في الآية يذكر فيها أن الذين لا يعلمون التفسير يجب عليهم الرجوع إلى الذين يعلمون ذلك، وبالتالي لا حاجة للبحث عن تخريج الحديث تنفيذاً للإشارة المفترضة.
وفي الواقع، يمكن للمرء أن يفهم من هذه الآية أن المؤمن العادي لا ينبغي عليه أن يفهم القرآن كله. لأن فهم القرآن يتطلب أحياناً قلباً نقياً والذي لا يمكن الحصول عليه بالمعرفة. ويكون رد فعل المؤمن عندما يواجه الآيات التي لا يفهمها جيداً هو أن يقول ذلك " آمنا به ، كل من عند ربنا". بدلاً من الرجوع بشدة إلى الشيوخ للبحث عن تفسير. وليس هناك خطأ بالنسبة للمؤمن المعترف بأنه حالياً لا يفهم تماماً جزء من القرآن. والأمل هو أنه من خلال قراءة القرآن باستمرار وتنقية القلب وكذلك الرؤية بعد تطبيق توصياته، وفي كل مرة يقرأ المؤمن القرآن يفهمه بشكل أفضل وأفضل.

۲: الحديث لشرح القرآن

بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ‌ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ‌ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُ‌ونَ ﴿۱۶:٤٤

 في هذه الآية الفعل العربي "تبین" يفهم بمعنى "توضح " من قبل الكثير من العلماء. ومع هذا الفهم، فإن هذه الآية تعني أن النبي أيضاً عليه واجب تفسير الآيات للناس وأن الآيات نفسها وحدها لا تكفي. وهذا الفهم كله قائم على تفسير كلمة "توضح " من الفعل العربي "تبین". ومع ذلك، تبدو هذه الترجمة غير متوافقة مع الاستخدامات الأخرى للفعل في القرآن الكريم. ومن خلال النظر في الاستخدامات الأخرى للكلمة في القرآن يبدو أن كلمة "تبين" من المفترض ان تعني العكس من كلمة " تَكْتُمُ" وهي الأقرب إلى المعنى الحقيقي للفعل. ومع هذه الترجمة، تتحدث الآية عن تلاوة محمد لللآيات التي نزلت عليه للمؤمنين.
على سبيل المثال، الآية 187 من سورة آل عمران تقول: " وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ..." والآية 15 من سورة المائدة تقول: " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَ‌سُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرً‌ا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ ...". هنا أيضاً يتم استخدام الفعل مصدر إهتمامنا في النقيض من "يخفي"، والذي يشير إلى الترجمة " يكشف" عنه. وفي الآية 242 من سورة البقرة تقول: "كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ". وهنا الفعل " يُبَيِّنُ" يكون من الله ولا يشتمل على مشاركة النبي.
النقطة الأخرى الجديرة بالذكر هي أن المعنيين في هذه الآية هم "الناس"، وعادة يرى العلماء أن كلمة "الناس" بالعربية تشير إلى الناس بشكل عام، وبالتالي فإن المعنيين في  الآية ينبغي أن يكونوا الناس عبر التاريخ. ومع ذلك، يبدو أن هناك حالات في القرآن الكريم تستخدم فيها كلمة "الناس" للإشارة فقط إلى أناس من مكان معين ولا يمكن تعميمها على الناس في جميع الأزمنة. فعلى سبيل المثال، في الآية أدناه، فإن الحوار لا يمكن أن يكون بين أناس من جميع الأزمنة:

فَجُمِعَ السَّحَرَ‌ةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴿۲۶:٣٨﴾ وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ ﴿۲۶:٣٩

وأيضاً في الآية أدناه، فإن معجزة بعث هذا النبي لا يمكن التحقق منها من قبل الناس في جميع الأزمنة:

أَوْ كَالَّذِي مَرَّ‌ عَلَىٰ قَرْ‌يَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُ‌وشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَـٰذِهِ اللَّـهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّـهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ‌ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَ‌ابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ‌ إِلَىٰ حِمَارِ‌كَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ‌ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‌ ﴿۲:٢٥٩

۳: الحديث لوصف الأسوة

لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَ‌سُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْ‌جُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ‌ وَذَكَرَ‌ اللَّـهَ كَثِيرً‌ا ﴿۳۳:٢١

يقول العلماء أن المرء ينبغي عليه أيضاً أن يتخذ النبي كأسوة بعد مماته. وبالتالي، يجب أن تكون هناك وسيلة لنقل أسلوب حياته للمسلمين الذين يولدون بعد قرون لكي يمكنهم أيضاً أن يتخذوا النبي كأسوة. ومن هنا يقدم العلماء الحديث وفقه الحديث كحل لهذه المشكلة.
لكي تكون قادراً على توظيف هذا الطرح يجب على المرء أولاً أن يبين أن كلمة "أنتم" في الآية تشير إلى جميع المؤمنين عبر التاريخ. ومع ذلك، توضح الحقائق خلاف ذلك. فعلى سبيل المثال، إذا لم نفصل هذه الآية من السياق وننظر إلى الآية التالية:

يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا ۖ وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَ‌ابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ ۖ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا ﴿۳۳:٢٠﴾ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَ‌سُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْ‌جُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ‌ وَذَكَرَ‌ اللَّـهَ كَثِيرً‌ا ﴿۳۳:٢١

فسنرى أن كلمة "أنتم" تشير إلى المسلمين الذين كانوا بقاتلون مع النبي في غزوة الأحزاب.
فإذا نظرنا إلى الاستخدامات الأخرى لمصطلح "أسوة حسنة" في القرآن الكريم، نرى أن القرآن الكريم يعتبر إبراهيم والذين معه أيضاً  أسوة حسنة للمسلمين في عهد محمد.

قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَ‌اهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَ‌آءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ كَفَرْ‌نَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَ‌اهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَ‌نَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ ۖ رَّ‌بَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ‌ ﴿۶۰:٤

هل هذا يعني أن هناك علم الحديث في عهد محمد وتم جمع الأحاديث المنسوبة إلى إبراهيم والذين معه  وتخريجها؟ هل هذا يعني أننا في هذا العصر يجب علينا أيضاً جمع وتخريج الأحاديث المنسوبة إلى إبراهيم؟ الجواب يكون لا. في هذه الآية، يفسر القرآن بوضوح أن الاشارة هنا إلى سلوك إبراهيم والذين معه ويطالب المؤمنين بالمدينة المنورة باتخاذ هذا السلوك الخاص كأسوة. والآن، إذا ألقينا نظرة أخرى على استخدام مصطلح "أسوة حسنة" لمحمد، نجد أن السورة عن الناس الذين يبحثون عن ذرائع للهروب من غزوة الأحزاب والقرآن الكريم يأمرهم أن يتخذوا النبي كأسوة حسنة وعلى نحو مماثل لا تزال قائمة بالنسبة له.

۴: الحديث للتقاضي

إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَ‌اةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ‌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّ‌بَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ‌ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّـهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُ‌وا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُ‌ونَ ﴿۵:٤٤
تذكر هذه الآية أن الأنبياء حكموا بالتوراة، وكذلك فعل الربانيون والأحبار. ويترجم العلماء كلمة "الأحبار" ب "العلماء" ثم يقولون أنه بالإضافة إلى الأنبياء، يوجد الشيوخ الذين يطلق عليهم الربانيين والعلماء والذين يرجع إليهم الناس للحكم بينهم. وبعد ذلك يستنتجوا أن القرآن يوافق على مكانة العلماء ويشير إلى ذلك بشكل إيجابي. وهذه الحجج تثير تساؤل حول محاولة نظرية الإسلام البسيط في القضاء على مكانة العلماء في ممارسة الشعائر الدينية.
رداً على ذلك، ينبغي علينا أن نذكر أولاً أن القرآن لا يستخدم مصطلح العالم واستبدال "عالم" بمصطلح "الأحبار" يبدو غريبا. ثانيا، كما يؤكد النص أن الربانيين والأحبار كانوا يحكمون استناداً الى التَّوْرَاةَ وليس للأحاديث المنسوبة إلى الأنبياء. وفي الواقع، فإن هذه الآية تستحسن نظرية الإسلام البسيط لأن الربانيون في الزمن الذي ليس به أنبياء كانوا يرجعون إلى الكتاب وليس هناك ذكر لفقه النماذج والأحاديث الباقية. وفي الواقع فإن المصطلح الحديث للربانيين والأحبار سيكون "الباحثون الدينيون" وليس "العالم" أو "الشيخ" حيث أن الربانيين (أو الباحثون الدينيون في المصطلحات الحديثة) يمكنهم أن يفسروا للناس العاديين أنه كيف وبأي جزء من الكتاب استنتجوا أحكامهم، ويمكن لكل مؤمن عادي أن يسمع عن حجتهم، ويتحقق منها بالكتاب، وأخيراً يقبلها أو يرفضها. وهذا على عكس طريقة الشيوخ (العلماء) والتي يبنوا عليها رأيهم إستناداً إلى كومة من الأحاديث التي لا يمكن الاعتماد عليها ، والخارجة عن السياق والنماذج الآتية عبر التاريخ، حيث التحقق منها يقع خارج ميزانية الوقت المتاح للمؤمن المنتظم وليس لديه أي خيار سوى الاعتماد الأعمى على الحكم النهائي للعالم. وفي الواقع، ما يميز بين الباحثين الدينين والعلماء هو التعقيد الذي تتسم به مصادر الحجج: ففي الأول يكون الكتاب وفي الأخير هو كومة الأحاديث والطريقة المعقدة لفقه الحديث.

۵: الحديث كالوحي الإلهي

وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿۵۳:٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿۵۳:٤

يقول العلماء من خلال هذه الآية أنه حتى الأحاديث اليومية للنبي هي بمثابة أيضاً وحي. وبالتالي يجب علينا أن نأخذ الأحاديث اليومية للنبي بالتوازي مع القرآن. ولذلك، بقدر استخدام المسلمين القرآن كمرجع للصواب والخطأ، يجب أن يستخدموا الأحاديث المنسوبة إلى النبي أيضاً. ويبرر هذا الرأي الثقافة السائدة للإسلام والقائمة على الحديث وكذلك الأساليب المعقدة لفقه الحديث. ورداً على ذلك، ينبغي علينا أن نقول أن هذا الاستنتاج يستند كلية على فرضية أن "هو" في  قوله "ان هو الا وحي يوحى" تشير إلى المحادثات اليومية للنبي. فإذا نظرنا إلى سياق الآية في هذه السورة المكية (بمعني أنها نزلت في بداية الإسلام وكان لمحمد قليل من الأتباع)، فإننا نرى أن السورة تتحدث عن الرسالة في شكلها العام (ربما في الأيام الأولى للدعوة وأن البعض أصيب بالحيرة من سماع إدعاء محمد وزعموا أنه قد ضل.)

وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾ ذُو مِرَّ‌ةٍ فَاسْتَوَىٰ ﴿٦﴾ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ﴿٧﴾ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ﴿٨﴾ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَ‌أَىٰ ﴿١١﴾ أَفَتُمَارُ‌ونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَ‌ىٰ ﴿١٢﴾ وَلَقَدْ رَ‌آهُ نَزْلَةً أُخْرَ‌ىٰ ﴿١٣

هذا التفسير يتسق مع الآيات الأخيرة من هذه السورة، حيث يذكر محمداً (نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَىٰ):

هَـٰذَا نَذِيرٌ‌ مِّنَ النُّذُرِ‌ الْأُولَىٰ ﴿٥٦﴾ أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ﴿٥٧﴾ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ كَاشِفَةٌ ﴿٥٨﴾ أَفَمِنْ هَـٰذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ﴿٥٩﴾ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ ﴿٦٠﴾ وَأَنتُمْ سَامِدُونَ ﴿٦١﴾ فَاسْجُدُوا لِلَّـهِ وَاعْبُدُوا ۩ ﴿٦٢

يجب أن يبين العلماء أولاً  أن "هو" في "إن هو الا وحي يوحى" لا تشير إلى القرآن فقط بل تشمل أيضاً جميع الكلمات التي نطق بها النبي في حياته. ومن ثم ينبغي عليهم أن يبرروا التناقض بين القرآن والادعاء بأن كل الكلمات التي نطق بها النبي إنما هي وحياً يوحى: فعلى سبيل المثال، يعتبر القرآن الوحي لمحمد مشابه للوحي للأنبياء الآخرين.

إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَ‌اهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُ‌ونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورً‌ا ﴿۴:١٦٣

من ناحية أخرى، القبول بأن كل الكلمات التي نطق بها الأنبياء السابقون كانت قائمة على الوحي لا يتسق مع القرآن. فعلى سبيل المثال ، من الصعب حقاً أن نقبل بأن المحادثة بين موسى وهارون كانت وفقاً للوحي:

قَالَ يَا هَارُ‌ونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَ‌أَيْتَهُمْ ضَلُّوا ﴿۲۰:٩٢﴾ أَلَّا تَتَّبِعَنِ ۖ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِ‌ي ﴿۲۰:٩٣﴾ قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَ‌أْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّ‌قْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ وَلَمْ تَرْ‌قُبْ قَوْلِي ﴿۲۰:٩٤

۶: الحديث مفتاح التسليم التام

فَلَا وَرَ‌بِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ‌ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَ‌جًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿۴:٦٥

 يفهم العلماء من هذه الآية أن المؤمن الجيد هو الشخص الذي لا يشعر بالانزعاج من أحكام النبي. وبالتالي، إذا لم يقبل شخص ما بالأحاديث المنسوبة إلى النبي كركن في ممارسة الشعائر الدينية، عندئذ فإنه ليس بمؤمن حقيقي وفقاً للقرآن. ورداً على ذلك، علينا أولاً أن نذكر أن هذه الآية هي حول قبول الأحكام التي يصدرها النبي كالقاضي في نزاع قد أحضر إليه. وهذا يختلف تماماً مع فقه الأحاديث ووضع علامات التنصيص للأقوال المنسوبة للنبي بعد أكثر من ألف سنة أي بما يعادل معجزة القرآن.
وأيضا، إذا لم نفصل هذه الآية من السياق وننظر في الآيات التي قبلها أيضاً، فإننا نرى أن المخاطبين في الآية هم الناس الذين كانوا موجودين في زمن محمد وأمام عينيه "جَاؤُوكَ " طالبيين حكمه:

وَمَا أَرْ‌سَلْنَا مِن رَّ‌سُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُ‌وا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ‌ لَهُمُ الرَّ‌سُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّ‌حِيمًا ﴿۴:٦٤﴾ فَلَا وَرَ‌بِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ‌ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَ‌جًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿۴:٦٥

ولنشر تطبيق هذه الآية واستخدامها للأمة في القرون المقبلة، فإن المرء  في حاجة إلى حجة قوية جداً. وعليك بالرجوع إلى مقال المجال لمزيد من النقاش.

۷: الحديث للرجوع إلى النبي

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّ‌سُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ‌ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُ‌دُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّ‌سُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ‌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴿۴:٥٩

ويقول العلماء أن الأوامر في الآية تعني الرجوع إلى الله والرسول في وقت النزاع والطريقة الوحيدة للقيام بذلك عند وفاة النبي هي الرجوع إلى الأحاديث المنسوبة إليه.
فإذا لم نفصل الآية من السياق، فإننا نلاحظ العديد من الأدلة بأن المخاطبين في هذه الآيات هم المؤمنون في عهد محمد وليس كل المسلمين في التاريخ كله. فعلى سبيل المثال، تصور الآية أدناه النبي يراقب الناس ("أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ...")

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّ‌سُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ‌ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُ‌دُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّ‌سُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ‌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴿۴:٥٩﴾ أَلَمْ تَرَ‌ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِ‌يدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُ‌وا أَن يَكْفُرُ‌وا بِهِ وَيُرِ‌يدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿۴:٦٠

أولاً يفترض العلماء أن كل ما أمر به المسلمون حول محمد يجب أن يمتد ليشمل جميع المسلمين عبر التاريخ. (يبين مقال المجال أن هذا الرأي يتناقض مع القرآن). ثم لتوضيح هذا التناقض في هذه الفرضية مع الآيات بأن الأمر (فَرُدُّوهُ) إلى الرسول، فإنهم يفسرون أن القصد في القرآن هو أن (فَرُدُّوهُ) تستمر من خلال الحديث. ولم يذكر مثل هذا التفسير البعيد صراحة في القرآن الكريم. والسؤال هنا هو أنه إذا كان الحديث وطريقة تخريجها لها مثل هذ المكانة الهامة في الممارسة الإسلامية، ألا ينبغي أن نجد على الأقل ذكر واحد صريح من ذلك لكي لا يضطر العلماء أن يتعلقوا يائسين بمثل هذه التفسيرات البعيدة لتبرير طريقتهم.

۸: الحديث لطاعة النبي

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ﴿۸:٢٠

يقول العلماء أن القرآن مليء بعبارات مثل "أطيعوا الله ورسوله"، فإذا لم نستخدم الحديث في ممارسة الشعائر الدينية، إذاً ما معنى التأكيد الكثير جداً على طاعة محمد من قبل المسلم الذي يعيش بعد وفاة محمد بقرون ؟
رداً على ذلك ينبغي أن نقول أنه من الصعب للغاية ربط الفعل "يطيع" في "أطيعوا الله ورسوله" إلى تطبيق الأحاديث المشكوك فيها والتي تنسب إلى الحوارات بين محمد وبعض الناس المعينين ممن حوله عن حالة معينة خاصة بهم. وعلاوة على ذلك، هناك بعض الأدلة على أن المخاطبين في مثل هذه الآيات هم في الواقع المسلمين حول محمد (وهو ما يجعل الحس كاملاً). على سبيل المثال، في الآية التالية:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ﴿۸:٢٠

المؤمنون الذين تخاطبهم الآية يسمعون كلام محمد، مما يدل على أنه حوار حي، ومن الجدير بالذكر أن القرآن أيضاً ملئ بالأوامر التي خاطبت المؤمنين الذين عاشوا قبل القرآن بعصور مثل الأمر بذبح بقرة لأتباع موسى، هل هذا يعني أن جميع المؤمنين عبر التاريخ يجب عليهم أيضاً أن يذبحوا الأبقار؟ لا. ألا يستطيع كل المؤمنين عبر التاريخ أن يتعلموا من قصة ذبح البقرة وتحسين فهمهم للدين؟ بلى. وبالتالي فإن وجود أوامر محلية مؤقتة في القرآن ليس به تناقض مع الحقيقة بأن القرآن هو هُدًى للمؤمنين في كل العصور. ارجع إلى مقال المجال للمزيد من البحث حول هذا الموضوع.

۹: الحديث لاتباع النبي

قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ‌ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿۳:٣١

وعلى غرار حالة الطاعة، يعتقد العلماء أن الفعل "يتبع" يشير أيضاً إلى المسلمين في التاريخ كله، والطريقة الوحيدة لاتباع محمد في عصرنا وهو ميت هو البحث في الأحاديث التي تنسب إليه. مثل النقطة التي وضعناها عن العلاقة بين الطاعة والحديث، وهنا أيضاً توجد أدلة على أن المخاطبين في هذه الآيات هم الناس الذين كانوا موجودين في وقت نزول الوحي. وعلى سبيل المثال، هذه الآية تبدأ بكلمة "قل" والتي تدل على المحادثة الحية.

۱۰: الحديث لتزكية المؤمنين من قبل النبي

  لَقَدْ مَنَّ اللَّـهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَ‌سُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿۳:١٦٤

يقول العلماء بخصوص هذه الآية أن النبي بالإضافة إلى تلاوة الآيات للمؤمنين فقد أرسل أيضاً بمهمة تزكيتهم وتعليمهم. فإذا كان المسلمون من المفترض أن يتلقوا النص القرآني من محمد فقط، فمن ثم ماذا يعني "وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ" هنا؟ وهل الأجيال التالية محرومون من هذه التزكية وهذا التعليم من قبل النبي؟ ورداً على ذلك، وعلى غرار قضية الطاعة والاتباع، ينبغي للمرء أن يبين أولاً أن المخاطبين في الآية يخرجون عن نطاق المؤمنين حول النبي. فعلى سبيل المثال، في هذه الآية يتلو النبي الآيات للمؤمنين، والتي تدل على محادثة حية حيث المخاطبين هم في نفس الزمان والمكان مع محمد. ووفقاً للنص، تذكر الآية مهمة تزكية وتعليم المؤمنين حول النبي الذي يوحى إليه القرآن. أتمنى أيضاً لو أنني عشت في زمن محمد في الجزيرة العربية لكي أستطيع أيضاً أن أستفيد من التزكية والتعليم على يد محمد. وأود أيضاً أن ألتقي محمد شخصياً. هل هذا الحلم ينبغي أن يقودني إلى محاولة محاكاة تجربة اللقاء به ؟! ومن الحقائق الغير قابلة للتغيير هي أننا محرومون من نعمة وجود محمد، ولكننا ما زال يمكننا أن نستفيد من هذا الكتاب المعجز الذي أحضره لنا، والذي وفقا للكتاب ذاته نزل ليهدي ذوي الوعي.

۱۱: القرآن يوافق العلماء!

وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُ‌وا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ‌ مِن كُلِّ فِرْ‌قَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُ‌وا قَوْمَهُمْ إِذَا رَ‌جَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُ‌ونَ ﴿۹:١٢٢

ويقول العلماء أن هذه الآية تمنع كل المسلمين من مغادرة معيشتهم ليتعلموا الدين؛ وبدلا من ذلك تقترح أن مجموعة صغيرة من الناس يسعون إلى تعلم الدين واكتساب فهم أعمق له، والعودة إلى عشيرتهم، وتحذيرهم وفقاً لما فهموه. ثم يستنتج العلماء إلى أن القرآن نفسه أوصي بإنشاء مجتمع باحث في المجتمع الديني. ثم يختتم العلماء بأن القرآن نفسه يوصي بإنشاء مجتمع من الباحثين في المجتمع الديني.
رداً على ذلك، ينبغي علينا أن نؤكد أن الإسلام البسيط ليس به شيئاً يتعارض مع منهاج أن بعض المجموعات من الناس يقضون مزيداً من الوقت في البحث في شؤون الدين ثم يشاركون استنتاجاتهم مع غيرهم من المسلمين. والاختلاف هنا هو أن كل مسلم يجب أن يكون قادراً على التحقق من النتائج المقدمة في القرآن وأن يقرر ما إذا كانت نتائج البحث معقولة أم لا. فإذا ما كانت الحجج تبنى على القرآن والفطرة السليمة، ثم تستفيد من نتائج أبحاث الباحثين الدينين، فإننا لسنا في حاجة إلى الوثوق بهم وبمهاراتهم وبأمانتهم لأنه يمكننا أن نتحقق من النتائج متحررين من الشخص الذي يقدمها. على أي حال هذا المنهاج لا ينطبق على كومة من الأحاديث، فإذا أسس الباحث حجته على حديث معين قائلاً إنه يرى صحة الحديث، فإنه ليس ممكناً لنا أن نتحقق من حجته إلا إذا قضينا أولاً سنوات في دراسة مهارات فقه الحديث ، أي أصبحنا علماء. إن النقطة الرئيسية التي تميز بين الشيوخ (العلماء) والباحثين الدينين هي أن الشيوخ يبنون حججهم على المصادر التي لا يمكن للمسلمين العاديين، نظراً لجدولهم الزمني المحدود، أن يتحققوا منها وأن العلاقة بين المسلم والشيخ تصبح وبشكل طبيعي مجرد إتباع أعمى.

۱۲: الحديث لشرح تفاصيل الصلاة

حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ ﴿۲:٢٣٨﴾ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِ‌جَالًا أَوْ رُ‌كْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُ‌وا اللَّـهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿۲:٢٣٩

يقدم بعض العلماء (وليس الكل) تفسيراً آخر لهذه الآيات، التي تقول: "فإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (239)" ، ويقولون أن هذه الآية تشير إلى طريقة خاصة لإقامة الصلاة التي سبق تعليمها للمؤمنين، بينما لم يتم شرح هذه الطريقة المعينة في القرآن. ثم يستنتج العلماء أن من الطبيعي أن يفترض القرآن أن هذه الطريقة المعينة للصلاة تنتقل إلى المسلمين في القرون المقبلة، ويكون الحديث واحداً من هذه القنوات.

الجواب المختصر هو أن يأتي تفسير العلماء من اثنين من الترجمات الغير متناسقة في هذه الآية: أولاً، ترجمة الكلمة العربية " كَمَا "، والتي تعني أن المسلمين ينبغي أن يذكروا الله كما تعلموا من قبل. إلا أن ترجمة "لأن" تجعلها أكثر عقلانية هنا مما يعني أن المسلمين يجب أن يذكروا الله لأنه علمهم ما لا يعرفون. ثانيا، الفعل العربي "اذْكُرُواْ" يشير إلى ذكر الله وليس الصلاة نفسها وترجمتها إلى "للصلاة" أو "لذكره في الصلاة" هو تغيير لكلمات القرآن. ونشرح كل منهما بالتفصيل أدناه.

يبدو أيضاً في الآية التي نناقشها، ترجمة "کما" تكون "لأن". وكحجة داعمة لهذه الترجمة، يمكننا أن نلقي نظرة على الطريقة التي تستخدم بها كلمات مشابهة لكلمة " كَمَا " وكلمة " عَلَّمَهُ " في الآية 282 من سورة البقرة:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّـهُ ۚ ... ﴿۲:٢٨٢

هنا "کما" تعني "لأن" لأنه من غير المعقول أن نعتقد أن الكتابة لها طريقة معينة واحدة والتي نزلت على الجنس البشري. بالأحرى تقول الآية أن كل شخص قادراً على الكتابة ينبغي عليه أن يعرض مهارته لأن الله (بشكل غير مباشر) قد علمه ذلك أيضاً. وبالنظر إلى التشابه بين العبارات المستخدمة في هاتين الآيتين، يمكننا تطبيق نفس الترجمة على الآية 239 من سورة البقرة:

فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِ‌جَالًا أَوْ رُ‌كْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُ‌وا اللَّـهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿۲:٢٣٩

بالمثل تعليم كيفية الكتابة، فليس هناك من سبب لترجمة هذه الآية باعتبارها وسيلة معينة تم الكشف عنها بالوحي. ومع هذه الترجمة، فإن حالة الارتباك بأن هناك طريقة خاصة جداً للذكر والتي يشير إليها القرآن لن تنشأ.

النقطة الثانية الجديرة بالذكر هي أن القرآن يستخدم الكلمة العربية "صلی" للاشارة الى الصلاة وليس كلمة "ذکر" والتي تستخدم في الآية التي نناقشها. وعلى الرغم من أن بعض المترجمين عادة يستخدمون هذه الكلمات بالتبادل، والذي قد يسبب أيضاً الارتباك في هذه الآية، ويميز القرآن نفسه بين هذين المصطلحين (يصلي ويذكر) في هذه النقطة بأن الاسم "ذکر" (يذكر) والغرض "صلی "(يصلي). والمثال المؤيد لذلك الآية 14 من سورة طه:

إِنَّنِي أَنَا اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِ‌ي ﴿۲۰:١٤

ولكن هذا هو المعقول في منتصف ميدان المعركة، حيث يوجد الكثير من التشتت، فليس علينا أن نتوقع الكثير من التركيز والذكر في الصلاة. ويمكن للمرء أن يقول أن الآية 239 من سورة البقرة تلمح إلى القيام ب "الذكر"، والذي يعتبر الغرض الرئيسي من الصلاة، في وقت لاحق عندما يشعرون بالأمان.
وعلاوة على ذلك، فإن الموضع الوحيد الآخر في القرآن والذي تستخدم فيه العبارة " وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ" هو الآية 151 من سورة البقرة:

﴾ كَمَا أَرْ‌سَلْنَا فِيكُمْ رَ‌سُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿۲:١٥١

والذي استمر فوراً بتقديم النصح بذكر الله.

فَاذْكُرُ‌ونِي أَذْكُرْ‌كُمْ وَاشْكُرُ‌وا لِي وَلَا تَكْفُرُ‌ونِ ﴿۲:١٥٢

والذي يعرض هذا الفهم بأن أحد الدوافع لذكر الله ينبغي أن تكون الأشياء التي علمنا إياها. ويمكننا الاستفادة من هذه النقطة في فهم الآية 239 من سورة البقرة: إن أحد دوافع ذكر الله هي أنها مصحوبة بتوصية لعمل ذلك: " فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ". وبعبارة أخرى، فإن التعبير القوي جداً: " وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ" يشير إلى مسألة الذكر الهامة جداً، وليس لطرق الصلاة المختلفة (رجالاً، أو ركباناً، ...).

۱۳: يأمرنا القرآن بسؤال العلماء!

وَمَا أَرْ‌سَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِ‌جَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۖ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ‌ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿۲۱:٧

يستخدم العلماء الجزء الثاني من هذه الآية ليقولوا أن القرآن يأمر المسلمين أن يسألوا الرسل عن الأمور الدينية، وفي مجتمعنا الحالي يمكن للشيوخ (للعلماء) أن يقوموا بهذا الدور.

يمكن لأي جملة أن يساء ترجمتها إذا أخرجت عن سياقها. فعند ترجمة آيات القرآن فمن المستحسن أيضاً أن نضع في الاعتبار الآيات السابقة واللاحقة، لكي نفهم أولاً السياق ايضاً. وتصبح مشكلة الترجمة الخارجة عن السياق أكثر حدة بكثير إذا ما أخذنا عبارة من آية وترجمناها على حدة! فعند ترجمة هذه الآية أيضاً، لا ينبغي علينا أن نتجاهل الجزء الأول من الآية الذي يبين الفاعل في الآية عن الحقيقة بأن الأنبياء السابقيين أيضاً كانوا بشراً بسطاء مع الفرق أنهم كانوا يتلقون الوحي. وتقول أيضاً العبارة الثانية من الآية أنه إذا كنت غير مدرك لهذه الحقيقة، يمكنك أن تسأل الرسل. إن التوسع في التوصيات بالسؤال عن الأنبياء السابقين إذا ما كانوا بشراً بسطاء مقارنة بالطريقة المعقدة جداً لتخريج الحديث لاكتشاف تفاصيل التقاليد الدينية (المفقودة!) يعتبر شيء صعب جداً جداً القيام به، إن لم يكن مستحيلاً.

الترجمة من قبل: سام لویس
 

الإسلام بدون الحديث

11/28/2013 
 
كما تنبأ القرآن بأن يتم تفريق الدين ويكون هناك فرقاً وشيعاً [1] حيث تدعي كل طائفة بأنها تمثل الدين الحقيقي. وأنت ، أيها القارئ لهذا المقال، تتبع واحدة من هذه الطوائف وربما من المؤكد جداً أن تكون الشعائر التي تدرس في طائفتك حقيقية. وربما علمك شيوخ طائفتك أن أتباع طائفتك فقط - الذين يتبعون أوامر الشيوخ بشكل جوهري - سيمنحون الخلاص، بينما سيتم شواء الآخرين في نار مروعة تدعى الجحيم. وبدايةً يخوفونكم من الجحيم، ومن ثم يقولون لكم أن طريق النجاة هو عبادة الله، وأنهم المرجع الوحيد الموثوق به لتعلم كيف تكون العبادة - وكأن الله قد همس في آذانهم سراً بكل تفاصيل الشعائر الدينية. وربما قد أعد شيوخ الشعبة خاصتكم حزمة كاملة من الحجج لتبرير لماذا أنتم في حاجة للرجوع إليهم فقط  في كل واحدة من تفاصيل الشعائر الدينية. ولماذا الشعائر معقدة جداً ويصعب فهمها من قبل العباد العاديين. ولماذا فقط الناس الذين قد قضوا سنوات في دراسة هذه التفاصيل المعقدة وأصبحوا بالفعل احد الشيوخ يمكنهم أن يقولوا كيف تكون عبداً لله.
والنية من هذا المقال ليس التشكيك في صلاحية طائفتكم الخاصة ولا إنشاء طائفة أخرى. فالمستهدفون في هذا المقال هم مسلمون يحبون دينهم، ويخافون من النار، ولكنهم يتغذون أيضاً بشكل أعمى من اتباع شيوخ طوائفهم. وفي هذا المقال، نوضح وجهة نظر الإسلام والتي هي بسيطة بما يكفي لتكون مفهومة من قبل جميع المسلمين. وسيكون كل مسلم هو الآمر لأفعاله وأيضاً هو الشخص المسؤول عنها. ولا يوجد مكان للشيوخ ولا الحزمة المعقدة عن كيفية أن تصبح واحداً منهم.
في فترة الراحة، علينا أولاً أن نقدم تعريف بالإسلام البسيط ، والذي يرتكز فحسب على القرآن الكريم (وليس الحديث). وبعد ذلك نقدم الحجج الداعمة للإسلام البسيط. وبعد ذلك نشرح إيجابيات وسلبيات تجاهل الحديث في ممارسة الشعائر الدينية. وفي نهاية المطاف فهي دعوة للقارئ ما إذا كانت فوائد الإسلام البسيط تفوق سلبياته أم لا.

س۱. لإسلام البسيط

ويرتكز الإسلام البسيط على ثلاث مسلمات: الإيمان بالله، ويوم القيامة، والقرآن الكريم الذي أنزل على محمد (عليه الصلاة والسلام). والمسلم هو الشخص الذي يؤمن بهذه المسلمات الثلاثة، ويدرس القرآن لتحسين فهمه للأعمال الصالحة، ويجعل قرارات حياته وفقا لذلك.

 س۲. لماذا بسيط؟

بقدر ما يؤكد الإسلام البسيط على القرآن، بقدر ما يتجاهل الحديث. والسبب الرئيسي هو أن القرآن هو معجزة من الله، ونصه موثوق به. وللايمان بأن الكتاب الذي نقرأه الآن هو كتاب مقدس، فإننا بحاجة إلى عدم الثقة بأسلافنا الذين ورثنا منهم النص: فكل مسلم في أي قرن يمكنه أن يقرأ النص وأن يقرر ما إذا كان هذا النص معجز أم لا. ومن ناحية أخرى ، يعتبر الحديث مجرد مجموعة من الجمل التي تنسب إلى النبي، وبالتالي فهي أساساً جزء من التاريخ، ومصداقية تفاصيل التاريخ دائماً تكون موضع شك. ولكي نثق بالحديث، علينا أن نثق في أمانة الناس الذين نقلوه عبر القرون الماضية، ونثق أيضاً في مهارات مؤرخي الحديث، والمعروفون أيضاً بشيوخ وعلماء الدين. ويحتاج المسلم في الإسلام البسيط إلى قراءة كتاب واحد فقط وهو (القرآن) وهو جهد في متناول اليد لكل مسلم. ومن ناحية أخرى، يتطلب تعلم الحديث والمهارات المرتبطة به في المذاهب الإسلامية الحالية سنوات من الدراسة، وهي مهمة ثقيلة لا يطيقها المسلمون العاديون. وهذا من الناحية العملية يجعل الإسلام في أيدي مجموعة صغيرة من خبراء الحديث الذين يطلق عليهم الشيوخ الدينين، وهم لا يمكن الوصول إليهم من قبل الجمهور العام. وبالتالي فإن الجمهور العام ليس لديه خيار سوى اتباع الشيوخ بشكل أعمى تحت مسمى عبادة الله!

س۳. مزايا الإسلام البسيط

والميزة الرئيسية للإسلام البسيط هو بساطته. إن الدين البسيط (1) أقل عرضة للتحريف على مر التاريخ، (2) في المتناول بالنسبة لعامة الناس، و (3) هو أقل عرضة للإساءة من قبل الانتهازيين الذين يربكون العامة ويحتالون عليهم وذلك باتباع أوامرهم بحجة عبادة الله.
ثانياً، مع تجاهل الحديث، يبقى الإسلام بمعزل عن تاريخ الإسلام - أو بعبارة أفضل تاريخ المسلمين. وبعد ذلك يصبح من الممكن الدفاع بقوة عن الإسلام في القرن الرابع عشر من الهجرة دون الحاجة للدفاع حتى عن لحظة واحدة من تاريخ المسلمين وما فعلوه في الماضي: من إهمال لحقوق المرأة لمهاجمة الدول الأخرى بحجة نشر الإسلام. فإن معظم الانتقادات الحالية للإسلام هي في الواقع انتقادات لطريقة المسلمين في القرون الماضية، وليست لمسلمات الإسلام ذاتها.
ثالثا، إن المسلمين الذين يمارسون الإسلام البسيط يتحررون من أحكام الشريعة الإسلامية الغير معقولة والتي تنبع بشكل جوهري من الحديث والتي نسبت فيما بعد خطأً إلى الإسلام. فعلى سبيل المثال، إن لم يكن الكل، يؤمن أكثر الشيوخ بالردة: وقتل الشخص الشقي الذي يرتد عن الإسلام. وتم وضع هذه القاعدة من قبل الشيوخ في التاريخ لتهديد أو لتجاهل المفكرين الأحرار مثل ابن سينا. وتبدو هذه القاعدة سخيفة لأي شخص ذو فهم لأنه لو الديانات الأخرى تطبق نفس القاعدة أيضاً، إذاً فلن يتمكن أحد في أي وقت مضى أن يتحول إلى الإسلام أيضاً. فليس هناك ما هو أكثر سروراً للمسلم الذي يمارس الإسلام البسيط من حقيقة أن هذه القاعدة فضلاً عن قواعد مشابهة لها غير متوافقة مع القرآن ولها جذور في لا شيء إلا الحديث الهش الذي لا يمكن الاعتماد عليه.
رابعاً، لا يمكن للشيوخ إثارة المزيد من الخوف من النار لخداع الناس لاتباع أوامرهم – المضحكة أحياناً. فحالياً يوجد مسلمون يخافون من الجحيم ولا يسمحون بتصويرهم لأن الشيخ قد أصدر فتوى بأن التقاط الصور يعتبر ذنباً. وكمثال آخر، منذ وقت ليس ببعيد، أصدر بعض الشيوخ فتوى بأن استخدام جهاز تسجيل شرائط الفيديو يعتبر ذنباً، والذي تم التراجع عنه بهدوء لاحقاً.

س۴. عيوب الإسلام البسيط

الانتقاد الأول للإسلام البسيط هو أنه بسيط للغاية. فالإسلام البسيط لا يدخل في التفاصيل المعقدة عن كيفية إقامة الصلاة، ولا في كثير من الأحكام المرتبطة بها مثل (ا) ماذا تفعل إذا كنت في الصلاة ونسيت كم قد صليت بالفعل (نعم إنه يبدو مضحكاً) و (2) القواعد الكثيرة عن نظافة الجسم المتفق عليها عند الصلاة. وهذا يعتبر في تناقض حاد مع الإسلام الحالي الذي يمارس، حيث تعتبر هذه التفاصيل هي الأكثرية. وفي الطوائف الحالية للإسلام، يعتبر الإنسان المثالي هو الشخص الذي يتعلم تفاصيل الشعائر الدينية كما تدرس من قبل الشيوخ، ويؤديها على نحو صحيح. ومع ذلك، فإنه من غير الواضح كيف يساعد مثل هذا المستوى من التفاصيل الشخص الديني على اكتساب الروحانية والوصول إلى الخلاص. وفي الواقع، لم يتم إثارة هذا السؤال أبداً في المقام الأول لأن الشيوخ تعتبر حتى أصغر التفاصيل من الشعائر المحددة وكأنها أمر مباشر من الله.
في الإسلام البسيط ، المرجع الوحيد لنماذج الإنسان المثالي هو القرآن. ويستخدم هدي القرآن لإيجاد ما يدفع الناس نحو الإنسان المثالي ومن ثم الخلاص. والحقيقة هي أن القرآن يؤكد لمئات المرات على إقامة الصلاة وليس على تفاصيلها ويؤدي ذلك إلى حقيقة أن الشيء المهم في ضوء القرآن هو إقامة الصلاة ذاتها، أما تفاصيلها فقد تركت ليتم تنفيذها من قبل المسلمين في عصور وثقافات مختلفة. وليس هناك شك في أن توافق الصلاة المؤكدة مع صلاة المسلمين المحيطين وكذلك تشابهها مع صلاة رواد الكمال مثل محمد (عليه الصلاة والسلام) يعتبر تزيين للصلاة. ولكن تفاصيلها ليست هي المفتاح للخلاص وتترك ليتم تنفيذها بناءً على متطلبات الزمان والمكان.
وتأتي الموافقة على هذ الأسلوب من القرآن ذاته عندما يأمر المسلمين الذين يعيشون في وقت نزول القرآن ألا يسألوا عن التفاصيل التي لم توحى [2]. وعندما عصى الناس هذا الأمر، وسألوا عن التفاصيل [3،4،5،6]، فإذا بنا نشهد أكثر التفاصيل المملة حول الميراث، الخ. إن فهم الإسلام البسيط ، والذي هو متوافق مع القرآن، هو أن الله قد نزل القرآن كمبادئ توجيهية عامة في الدين وترك التفاصيل لأهل كل زمان ومكان ليتم تنفيذها بناءاً على ثقافتهم الخاصة بهم وفهمهم الخاص للعالم.
الانتقاد الآخر للإسلام البسيط هو أنه من خلال ترك التفاصيل للأفراد، ستكون هناك فرصة للنفس الأمارة بالسوء (أي الشيطان بالداخل) للتدخل. بهذه الطريقة، وتقود النفس الأمارة بالسوء المسلم لتنفيذ التفاصيل التي تكون أكثر ملاءمةً أو اشباعاً للرغبات الشريرة. ورداً على ذلك، أن الجدير بالذكر أن النفس الأمارة بالسوء لديها آلاف الطرق لتطفو على السطح والتدخل في حكم الشخص، فيمكنها الاستفادة من العديد من الثغرات الدقيقة الموجودة. وإن فتح أو إغلاق باب لا يؤثر على وجود النفس الأمارة بالسوء. وعلى الرغم من ذلك، يمكن للمسلمين التعبير عن فهمهم للأعمال الصالحة ومشاركتها مع أقرانهم، الذين يمكن لملاحظاتهم أن تساعد في الكشف عن مستوى تدخل النفس الأمارة بالسوء. ومن غير الضروري أن نذكر أنه كلما كان الأقران أكثر تنوعاً كلما كان من المحتمل لملاحظاتهم أن تكشف عن الأخطاء.

الخلاصة

في هذ المقال، قدمنا الإسلام البسيط ، والذي يرتكز على القرآن بدلاً من الحديث. وقد أوضحنا أن تجاهل الحديث قد يؤدي إلى القضاء على الشيوخ في ممارسة الشعائر الدينية ويحرر المسلمين من عبودية شيوخهم المحليين. وستختفي الكثير من القواعد الغير معقولة التي تتعلق بالجسد الجريح للإسلام (الردة على سبيل المثال) تلقائياً بسبب مثل هذه التفسيرات الغير منطقية سواء من الحديث أو تاريخ المسلمين الغير مبرر تماماً.
اقرأ المزيد من المقالات هنا

  1. مِنَ الَّذِينَ فَرَّ‌قُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِ‌حُونَ ﴿٣٢
  2. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْ‌آنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ‌ حَلِيمٌ ﴿١٠١
  3. وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ ۖ قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْ‌غَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَامَىٰ بِالْقِسْطِ ۚ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ‌ فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا ﴿١٢٧
  4. يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ۚ ... ﴿١٧٦
  5. يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ ... ﴿١٨٩
  6. يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ‌ الْحَرَ‌امِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ ... ﴿٢١٧
الترجمة من قبل: سام لویس